نجاح فريق العربي والقادسية بالتأهل الى المباراة النهائية لكاس ولي العهد على حساب كاظمة والجهراء لم يحمل اي مفاجأة وكان امرا متوقع حدوثه وذلك على ضوء النتائج التي حققاها في مرحلة الذهاب ومن ثم استطاعا كلاهما حسم لقاء الاياب اول من امس لمصلحتهما حيث تعادل الاخضر مع كاظمة 1-1 والاصفر فاز على الجهراء1-0 ومواجهة الغريمين في النهائي تعتبر من الوزن الثقيل. واظهر الاخضر خلال مواجهة مع كاظمة مدى قدرته على التعامل مع الخصوم مهما كانت الظروف وبما ان كانت الظروف جميعها تنصب لصالحه باعتبار انه كان قد حسم مباراة الاياب 3-1 ومن ثم على منافسه ان يفوز 2-0 على اقل تقدير لكي يحجز بطاقة التأهل ولذلك فان الاخضر قام بتسيير المباراة وفقا لما هو يريده وقد بدأ بهجوم ضاغط ولاحت له فرص عدة للتسجيل وحتى عندما باغته خصمه بالتقدم سرعان ما عاد لمعالجة وضعه وعادل النتيجة عن طريق البديل فهد الرشيدي. وما ميز الاخضر انه يتبع اسلوبا متوازنا في تنفيذ العابه وهذا يعود للقراءة المنطقية من قبل المدرب خوزيه روماو الذي عرف كيفية توظيف قدرات لاعبيه بالشكل المناسب وخاصة انه يدرك تماما مدى تفاوت امكانياتهم حيث يقوم السنغالي قادر فال بدور محوري من خلال تحركاته في المركز الذي يشغله كلاعب وسط متقدم مع حسين الموسوي بجانب الاردني احمد هايل الذي يلعب في خط المقدمة، وهذا ما اتاح المجال للاعبين الاخرين باداء ادوارهم حسب ما يطلبه منهم المدرب دون اي تكليف او اضافات من قبلهم وان كان البعض منهم استطاع ان يظهر تحسنا في مستواه ومن ابرزهم عبدالعزيز السليمي الذي كان فعالا في لقاء اول من امس من خلال شغل المساحات. وبما ان الاخضر يشكو من بعض الثغرات في خط الدفاع وخصوصا في التغطية وعملية المواجهة مع اللاعب المنطلق بالكرة من العمق او التمريرات السريعة وبدا ذلك واضحا في الهدف الذي احرزه نيكولا في شباك محمد غانم حيث لم يكن هناك تعامل مناسب مع الكرة التي وصلت للمصري صلاح عاشور وكانت هناك مبالغة باندفاع المدافعين. وبشكل عام، يمر الاخضر بحالة فنية جيدة غابت عنه منذ فترة طويلة بعكس البرتقالي الذي ظهر انه يعاني من الكثير من السلبيات في الجوانب الفنية وهذا لم يتوقف على مباراته الاخيرة وانما من لقاء الذهاب عابه اللعب دون وضوح في المنهجية واضحة وخطوطه متباعدة، وكانت الارتجالية هي االحاضرة من اللاعبين وكل يجري على مزاجه. وبما أن الحماس كان يسيطر على اللاعبين الا ان هذا لا ينفع دون وجود خطة تنظم اللعب وكانت اجتهادات المصري صلاح عاشور ويوسف ناصر هي الاوضح ويحتاج الفريق لعمل مكثف من جانب الجهاز الفني لمعالجة الاخطاء اذا ما اراد اللحاق بالفرق الاخرى الباحثة عن مكان آمن في الدوري العام كما امامه فرصة اخرى مازالت قائمة بالمنافسة على اقل تقدير على كاس سمو الأمير. أما القادسية، فإن تأهله عبر بوابة الجهراء لم يكن مقنعا لحد كبير وذلك على اثر ما قدمه من مستوى طوال المباراتين الا انه عرف ان يلعب بخبرته ويستغل في الوقت ذاته اخطاء الخصم ففي المباراتين كان الاكثر حضورا كالعادة بدر المطوع مع العاجي كيتا والوجه الجديد سلطان العنزي الذي يعتبر مكسباً فعلياً للفريق اذا ما احسن الجهاز الفنى من استغلال قدراته بالاضافة الى ان يكون هادئا بالتعامل مع الاضواء ومازال الاصفر فاقداً هويته السابقة بما ان المدرب محمد ابراهيم ليس بجديد على اللاعبين ويعرف اكثر من غيره امكانياتهم ولذلك مطالب ان يحسن اتباع الاسلوب المناسب وتحديدا بتنويع الالعاب مع تمييز ما بين الخصوم فلا يعقل ان يكون النهج ذاته يتبع مع كل الفرق دون النظر لمستوياتهم او المكانة التي يتمتعون بها. وعلى المدرب إدراك ان المراحل القادمة تحتاج للمزيد من العمل والتركيز فلا يعني الفوز على الجهراء يدخل الاطمئنان في النفوس والاسترخاء وانما القادم من المباريات لا يستدعي حدوث اي خطأ واذا ما حدث مثل ذلك فانه سيكلف الفريق الكثير، واما الجهراء عانى من عدم الانسجام في صفوفه مع غياب التنظيم في الالعاب وبالذات في الشق الهجومي وظل الخوف يلازم اللاعبين في مقارعة الخصم وكما ان الدفاع ظل طوال الوقت مرتبكا امام الهجمات التي يتعرض لها وامامه متسع من الوقت ليتفادى هذه الاخطاء في الدوري ليبقى على حظوظه بالاستمرارية في دوري الدرجة الممتازة.
|