لم تكن جماهير النادي العربي حزينة على خسارة فريقها أمام القادسية في بطولة كأس الاتحاد لكرة القدم، بقدر حزنها وهي ترى سبعة لاعبين من صفوف "الملكي" لم تتعد أعمارهم 23 عاما، فيما كان أصغر لاعب بالعربي تجاوز عمره 24 عاما.
وربما تفاصيل الخسارة لم تعد الشغل الشاغل للجماهير العرباوية التي تمني النفس بأن تكون القلعة الخضراء "صف شاب"، كما هي الحال بالقادسية، الذي بدأ خطوة فعلية في إنتاج جيل جديد يخلف الجيل الحالي، الذي حقق الكثير من البطولات على المستوى المحلي، على عكس العربي الذي لا يظهر للشارع الرياضي ما يمتلكه من ناشئين على مستوى مؤهل لكي يلعب في صفوف الفريق الأول.
ويبدو أن الأمر يعود إلى عدم الاهتمام بقطاعات الناشئين والشباب، وهذه مشكلة ليست وليدة اللحظة، بل منذ فترة طويلة والعربي لا يقدم وجوها جديدة من أبناء النادي، وإن قدم، فإنه يقدم لاعبا في كل موسم، وهذا يدعونا للتفكير أنه جاء عن طريق "الصدفة".
والمشكلة الأبرز تكمن في مجلس إدارة العربي، الذي كان أبرز اهتماماته في فترة الانتخابات الماضية، هي الاهتمام والعمل على نمو قطاع الناشئين بالقلعة الخضراء، ولكن إلى الآن "لا حياة لمن تنادي"، ولاسيما أن الجهاز الإداري دائما ما يبحث عن اللاعب الجاهز، مثل المحترفين، سواء من الخارج أو من الداخل، ولكن هؤلاء لا يوفون بالغرض، وخصوصا أن "الأخضر" مازال بعيدا عن إحراز الدوري منذ فترة طويلة، وأصبحت مهمته هذا الموسم بإحراز اللقب صعبة أيضا، إضافة إلى التكاليف الباهظة التي تدفع لهم من دون فائدة. ولو يستغل النادي جزءا بسيطا من هذه الأموال لتنمية جميع القطاعات الكروية بلاشك سيكون مثمرا بلاعبين سيكون لهم دور كبير مستقبلا، وهذا يدل على أن هناك خللا ما يكمن في اختيار المحترفين بطريقة خاطئة، أو توظيف جهاز فني لا يمكنه إرضاء طموحات "الزعيم"، لكن هذه الأمور يمكن التخلص منها، حيث يمكن للنادي فسخ عقد محترف أو مدرب لا يقدم إضافة للنادي، ولكن المشكلة تكمن بقطاع الناشئين، حيث يذهب اللاعبون الصغار للتدريب في ملاعب النادي، على أمل الوصول إلى الفريق الاول، وتقديم كل ما يمكن لإعطاء الإضافة، ولكن عدم الاهتمام قد يؤدي إلى خسارة مواهب كثيرة، بل هذا الأمر حصل فعليا في القلعة الخضراء، ولاسيما أن هناك لاعبين موهوبين خرجوا من العربي إلى أندية أخرى مثل الكويت والقادسية وكاظمة لسمعة هذه الأندية بالاهتمام بقطاع الناشئين، وهذه ليست رغبة اللاعبين فقط، بل أولياء أمورهم الذين حثوهم على ذلك، بعد "ملامسة" عدم اهتمام الإدارة العرباوية بأبنائهم.
الفكر الحرفي "غاب"
يبدو أن الجهاز الفني للعربي، بقيادة البرتغالي روماو، ابتعد عن الحرفية الكروية، في ما يخص اختيار التشكيلة الأساسية، وخصوصا أن البطولة لا تحتم عليه المشاركة بتشكيل أساسي، بل من المتعارف عليه كرويا في العالم كله، وخصوصا في مثل هذه البطولات أن يقوم المدرب بالدفع بلاعبين شباب، لمنح الطاقة، وفي الوقت ذاته لاكتساب الخبرة، وبذلك تجد تشكيلة مناسبة تجمع بين الحيوية وعنصر الخبرة.
والسؤال الذي يطرح نفسه: متى يأتي دور اللاعب الناشئ في النادي العربي، إن لم يتم الدفع به بمثل هذه البطولة؟ فمتى سينخرط مع لاعبي الفريق الأول لاكتساب بعض خبراتهم، والدفع بلاعب ناشئ أمام القادسية سيدفعه لتقديم أفضل ما يملك، وربما هذه الطريقة في تحفيز الناشئين قد تعود على النادي بفائدة كبيرة مستقبلا، ولكن يبدو أن التوجه في الإدارة العرباوية بعيد عن ذلك.