ماتزال حادثة الحارس الالماني توني شوماخر في كأس العالم 1982 عالقة في الاذهان ووصفها كريس فريدي في كتابه الشهير «كاس العالم» بأنها أسوأ فاول في تاريخ المونديال، كانت الدقيقة (50) بين ألمانيا وفرنسا في نصف النهائي والتعادل قائم بينهما بعد ان سجل للمانشافت لاعبه ليتباريسكي (18) وتعادل للديوك نجمه ميشيل بلاتيني من ركلة جزاء (27) وسيطر الفرنسيون على المباراة ومرر الداهية بلاتيني كرة ماكرة الى زميله باتريك باتستيون داخل منطقة الجزاء ليخرج شوماخر من مرماه ويضربه بقدمه بكل قسوة وعنف ويسقط في مكانه فاقدا الحراك في مشهد أصاب كل من حضر المباراة بالذهول من وحشية الحارس الالماني الذي لم تتحرك له شعرة، ووقف في مرماه وهو يضع يديه على وسطه دون ان يكلف نفسه الاطمئنان على الضحية.
وبقي شوماخر يحرس مرماه بعد ان تهاون الحكم في طرده من الملعب وامتدت المباراة الى ركلات الترجيح وفازت ألمانيا قبل ان تخسر النهائي من ايطاليا بقيادة باولو روسي بنتيجة 1-3، وابتعد الضحية باتستيون عن الملاعب نهائيا بعد ان أصيب بكسر في أربعة من ضلوعه وتحطم خمس من أسنانه وكدمات قوية في فقرات الرقبة، ولم يقدم شوماخر اعتذاراه ولم يتراجع عن موقفه بل انه أطلق تصريحا مستفزا قال فيه «لا يوجد تعاطف بيننا في عالم المحترفين، أخبروه انني سأدفع فاتورة تركيب أسنانه الجديدة».
وفي مباراة العربي والنصر قفز حارس العربي محمد غانم قفزة شبيهة بقفزة شوماخر تجاه محترف النصر البرازيلي غارسيا لكنها لم تكن بخطورة تلك، حيث قلل من إصابة اللاعبين معا ان الحارس حاول تفادي خصمه لكنه وقع في المحظور وخرج من الملعب بالبطاقة الحمراء وشتان بين التحكيم سابقا وحاليا، حيث ان جريمة شوماخر كما سمتها الصحافة العالمية لم تخرجه من الملعب مطرودا، ومحمد غانم حرس مرمى العربي قبل سنوات قبل ان يجلس احتياطيا لشهاب كنكوني وبعده خالد الرشيدي وبعد رحيل الثاني الى نوتنغهام فورست استعان به مدرب الاخضر روماو كحارس خبرة قبل ان يفقده في مواجهة كبيرة مع القادسية في نهائي كأس سمو ولي العهد يوم الثلاثاء المقبل، ولم يهنأ مدرب العربي بفوزه على النصر وخطفه المركز الثاني من القادسية واقترابه من المنافس المتصدر الكويت بعد ان فقد حارسه الاساسي الرشيدي وبديله غانم في المباراة النهائية المرتقبة ولسان حاله يقول «ضربتين في الراس توجع».