في مثل هذا الوقت من العام الماضي، كان آلاف الكويتيين والوافدين يشاركون في تشييع حارس مرمى المنتخب الوطني والنادي العربي السابق سمير سعيد الذي وافته المنية اثر حادث مروري. كان لكل من حضر الى مقبرة الصليبيخات في عصر ذلك اليوم سبب دفعه للوجود في تشييع هذا الرجل الذي كان من القلائل الذين اجتمع الكويتيون على حبه في وقت تتنازعهم فيه الخلافات والاستقطابات السياسية والمذهبية والفئوية. لم يحضر هؤلاء الى المقبرة لتشييع سمير الحارس الاسطوري الذي لم يكن يشق له غبار وكان كالاسد في المرمى لايخشى مهاجماً ولا ترهبه اصابة فقط، بل كان هناك من جاء بدافع العرفان والوفاء لرجل كان مثالاً للتعامل الراقي سواء كلاعب أو كاداري أو كتاجر أو كانسان. اجتمعت في سمير صفات قلماً تجتمع في شخص واحد الشهرة والبساطة..الثراء وحب الخير..الموهبة والتواضع، باختصار كان «بوعلي» رحمه الله خلطة غريبة لانسان كان من الواضح انه لم يكن من أهل الدنيا وان بقاءه فيها لن يطول. ها هي الأيام تطوي بعضها فتصل بنا الى ما بعد سنة كاملة عن الفاجعة التي اهتزت لها الكويت ودول الخليج، هذه الهزة لم يكن لها ان تحدث لولا ان من رحل كان شخصاً «غير عادي» بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى. فمع سمير لمسنا معنى التميز في كل شيء، في الأداء الرياضي وفي العمل الاداري وفي الظهور الاعلامي وفي فعل الخير المستتر والبعيد عن البهرجة والرياء. كان سمير ابناً وحيداً لسيدة فاضلة ومتدينة لم تقو على تحمل رحيله فلحقت به بعد شهور قليلة، وفي حياته وعندما كان لاعباً كانت الأمهات الكويتيات يشهقن عند أي سقطة قوية أو ارتماءه فيها من الجرأة يقوم بها في المباريات ويرددن «الله يحفظك لأمك». فراغ كبير تركه هذا العملاق بين أصدقائه وجماهيره ومحبيه، في بيته وفي الديوانية وفي النادي وفي العمل وفي المسجد وفي كل مكان، فراغ لايمكن ان يملأ بسهولة ومن ذا الذي يسد مكان سمير إلا سمير؟!
الوطن
|