عاد العربي الى البلاد مساء أمس قادما من الجزائر دون أن يتمكن من تحقيق اللقب الاول للكويت في البطولة العربية للأندية «رغما عنه» ونتيجة أخطاء عديدة قضت على حلم الفريق كان اكثرها تأثيرا تلك التي وقع فيها طاقم التحكيم السعودي بقيادة خليل جلال الذي احتسب ركلة جزاء وهمية لأصحاب الارض قبل دقائق من نهاية المباراة والنتيجة كانت تشير الى التعادل الايجابي بين العربي وفريق اتحاد العاصمة الجزائري بهدفين لكل منهما ما كان يعني فوز الأخضر باللقب.
ولم يكن الخطأ سوى استمرار لحالة التوهان التي كان عليها طاقم التحكيم السعودي طوال 90 دقيقة ففي الشوط الأول تغافل مساعد الحكم بدر الشمراني عن احتساب تسلل واضح على لاعب اتحاد العاصمة دهام نور الدين احرز منه الهدف الأول لفريقه بينما احتسب مواطنه مساعد الحكم الثاني خالد الدغريري تسلل غير صحيح على محمد فريح نتج عنه الغاء هدف شرعي للعربي.
سلاح الجمهور
وظهر طاقم التحكيم مهتزا بشدة ومتأثرا بالجماهير الجزائرية التي احتشدت في ملعب المباراة متخطية حاجز الـ50 ألف متفرج اجادوا مؤازرة فريقهم وكانوا بذلك الحشد لاعبا مؤثرا في احداث سير اللقاء كما هي عادة جماهير دول المغرب العربي بشكل عام التي تجيد لعبة الضغط على الحكام والتأثير في سير المباريات في اوقات محددة سواء بالهتافات المعادية او باستخدام الالعاب النارية للإيحاء للمنافس او الحكام ان كارثة ستحدث ما لم يفز فريقها، وهو ما نجحت فيه أمس الاول الجماهير الجزائرية وأجبرت الحكم خليل جلال على احتساب ركلة الجزاء الوهمية التي منحت كأس العرب لمن لا يستحق.
وتشتهر دول الشمال الافريقي باستخدام ما يطلقون عليه الخبث الكروي وهو سلاح يستخدم كثيرا في مبارياتهم ,فالسقوط على ارضية الملعب وتمثيل الاصابة لا يحدث عبثا كما حاول ان يفعل بسذاجة المحترف البحريني سيد عدنان عندما سقط على ارضية الملعب عقب التحام مع لاعب جزائري والكرة مع فريقه لتنفيذ الهجمة الاخيرة في المباراة والحكم يستعد لإطلاق صافرة النهاية والمدهش انه قام بعدها عندما رفض زملائه اخراج الكرة.
أسلوب مختلف
اللعب مع فرق شمال أفريقيا يختلف كليا عن مواجهة الاندية الاسيوية فكل تصرف داخل ارضية الملعب يكون بحساب وبقصد فعندما طرد اللاعب الجزائري حاول زملاؤه معادلة الكفة ووقع اختيارهم على مرتضى فال محاولين اخراجه عن شعوره بحركة غير اخلاقية كي يقوم بالاعتداء على اللاعب الجزائري ويطرد ,ومن حسن حظ العربي ان محترفهم السنغالي لم يتهور وسارع زملائه بتهدئته كي لا يسقط في الفخ الذي سقط فيه قبله العديد من اللاعبين الافارقة.
ايضا نجد الاعتراض على التحكيم المستمر ووضع الحكم تحت ضغط اضافة الى اختلاق معركة قبل النهاية للم يحدث كردة فعلاو دون قصد كما يحدث كثيرا في ملاعبنا فعلا سبيل المثال التحام مع الحارس سليمان عبد الغفور واختلاق معركة كان لإضاعة الوقت وتشتيت ذهن لاعبي العربي كل ذلك كان متعمدا مع ان اللاعبين الجزائريين متأكدون من ان الحكم سيخشى ان يحتسب وقتا ضائعا كبيرا.
ولا يمكن لوم لاعبي العربي على عدم خبرتهم وتعاملهم الصحيح معه فالفريق لا يضم بين صفوفه لاعبا دوليا واحدا يشارك بانتظام مع الازرق ما يعني نقص الخبرة الدولية اضافة الى عدم التعود على طريقة اللعب مع عرب افريقا والتي تختلف عن نظيرتها في الخليج مع الاخذ في الاعتبار ابتعاد العربي عن البطولات الآسيوية.
أخطاء عرباوية
ايضا لا يمكن اغفال الأخطاء الدفاعية التي وقع فيها لاعبو العربي طوال الشوط الأول الذي كان يمكن ان يحسمه اصحاب الارض بعدد وافر من الاهداف نتيجة غياب الرقابة من المدافعين لمهاجمي المنافس والبطء في الارتداد وعدم قيام لا عبو الوسط والهجوم بأدوارهم الدفاعية وغياب الانسجام بين مرتضى فال واحمد الرشيدي في كثير من الكرات ,وهو ما تحسن في الشوط الثاني الذي خذلت فيه الخبرة لاعبي العربي فلم يتمكنوا من الحفاظ على شباكهم نظيفة عقب احرازهم الهدف الثاني , اضافة الى عدم تعودهم على اللعب في الاجواء شبه الارهابية وأمام جمهور غفير يؤثر حتما على التحكيم.
وكان من واجب مدرب العربي ريماو «الذي سبق له اللعب في مثل هذه الاجواء ويعرفها تماما» التنبيه على لاعبيه بعدم السماح بحدوث احتكاكات داخل منطقة الجزاء وهو شيء يبدو غير مألوف لجمهورنا ولكنه معروف تماما للمتابع للبطولات التي يشارك فيها عرب افريقيا فاحتساب ركلة ترجيح لأصحاب الارض شيئا مسلما به عند حدوث اقل احتكاك في منطقة الجزاء ولا يستطيع الحكم ايا كان ان يقف امام الضغط الجماهيري وهو ما حدث امس الاول فلو لم يحتسب الغامدي الركلة الاولى لكان بالتأكيد سيحتسب ضربة جزاء بدلا من الانذار الذي وجهه للاعب الجزائري عند سقوطه داخل منطقة الجزاء عقب احتكاكه مع أحمد الرشيدي قبل نهاية المباراة بدقائق.
مكاسب عديدة
العربي عاد من الجزائر تاركا كأس البطولة ولكنه استفاد كثيرا من التجربة وعلى ادارته ان تراجع نفسها كثيرا فيما اعلنه أمين سر النادي عبدالرزاق المضف عن عزم الاخضر مقاطعة البطولات العربية.
ففي حال غاب الفريق عن كأس الاتحاد الاسيوي الموسم المقبل فالبطولات العربية افضل بكثير من حيث اكتساب الخبرة والاحتكاك من البطولة الخليجية التي تقتصر المشاركة فيها على فرق الصف الرابع. والفوز او الخسارة في النهائي لا تقارن بالمكاسب العديدة التي حققها الفريق ومنها الخبرة التي اكتسبها اللاعبون باللعب في ظروف صعبة وتحت ضغط وتحقيق نتيجة ايجابية اضافة الى الثقة التي اعادوها الى جمهورهم بإمكانية عودة الزعيم الغائب عن التتويج باللقب المحلي وقدرته على مقارعة اقوى الفرق وهو ما حدث امام النصر السعودي ثم الرجاء المغربي وأخيرا أمام اتحاد العاصمة الجزائري وفي مواجهة ما لا يقل عن 50 الف متفرج. ومن المقرر ان يستأنف فريق العربي تدريباته دون راحة كافية عقب الرحلة المرهقة استعداد للقاء القادسية الأحد المقبل في ذهاب قبل نهائي كأس الامير.
|