في جميع بلدان العالم نجد أن الفرصة تعطى لمن يستحقها للعب في صفوف المنتخب بناء على العطاء في كل موسم وأدائه الحالي لا على فترة سابقة أو نجومية ماضية حققها ، لذلك نجد أن المنتخبات القوية دائما تستمر في العطاء وتواصل التألق وخير مثال المنتخب البرازيلي الذي غير جلده في الفترة السابقة واعتمد على لاعبيه الشباب في كأس القارات وتمكن من تحقيقها على حساب الماتادور الإسباني والذي لا يختلف اثنان على أنه أفضل منتخب في العالم بالوقت الحالي بعد تحقيقه لكأس العالم 2010 وتلاها بطولة أمم أوروبا 2012 لذلك يجب على كل مدرب أن يختار من يخدمه في الملعب لا أن ينقذه من الإعلام والجماهير.
لاعبون مظلومون
وفي منتخبنا الأزرق نلاحظ أن كثيرا من اللاعبين تعرضوا للظلم في الاختيارات السابقة للمنتخب وإن تم اختيارهم تجدهم لا يشاركون في المباريات الرسمية أو حتى الودية لأن المدرب لا يرغب في تواجدهم إنما أراد بذلك حماية نفسه من الهجوم الإعلامي والجماهيري ومن هؤلاء اللاعبين نبدأ بنجم وسط القادسية نواف المطيري الذي يتألق منذ موسمين ولا يغيب عن مباريات الأصفر بل يكون أحد الحلول الحاسمة في معظم المباريات فهو يصنع ويسجل وإذا اقتضت حاجة المدرب تجده يجيد اللعب في الشق الدفاعي ويلعب كظهير في غياب المدافعين، ومن الظلم عدم استدعائه على أقل تقدير قياسا على مستواه بعيدا عن العمر ونحن هنا لا نتحدث عن مدرب الأزرق البرتغالي جورفان فييرا الذي لا يمكن لومه على اختياراته في الوقت الحالي، ونفس الحال ينطبق على زميله السابق في الفريق والمحترف حاليا في بريبرام التشيكي عبدالعزيز المشعان والذي يعتبر من العناصر المؤثرة في هذا الفريق بل ساندهم في الموسم السابق من الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية ويكفي أنه يلعب في دوري محترف. كما انضم الى ركب المظلومين الحارس خالد الرشيدي الذي كان نجم المنتخب في مواجهة المجر بشهادة الصحف المجرية وليس الجماهير الكويتية كما ان ناديا بحجم نوتنغهام فورست يشفع له أن يكون ضمن اختيارات الأزرق الأخيرة وأن يأخذ فرصته كاملة حاله حال باقي اللاعبين أما تجاهله فهو سقطة كبيرة للمدرب الحالي فييرا الذي لو شاهد ربما نصف مبارياته مع العربي في انطلاقة الموسم السابق لضمه إلى الأزرق وهو مغمض العينين، كما برز في الموسم السابق وفي انطلاقة الموسم الحالي الظهير الأيسر للسالمية غازي القهيدي الذي كان أحد نجوم المنتخب الأولمبي ففي الفترة السابقة وعلى عكس جميع بلدان العالم بدلا من أن يتم صقل تلك الموهبة مع باقي اللاعبين النجوم في المنتخب يتم إهماله دون النظر إلى إمكاناته العالية حيث يجيد اللعب كظهير وجناح أيسر ويتميز بالتسديد وربما يكون خير بديل للثنائي المبدع وليد علي وفهد عوض كما نجد ان لاعبا يتألق طوال الموسم مع كاظمة وهو مشاري العازمي لا يتم حتى ضمه في مباراة ودية ظلم كبير لإمكانات هذا اللاعب المميز بينما نجد أن النجم الموهوب علي مقصيد يتم تحييده بصورة غريبة عن المشاركة مع الأزرق في المباريات الرسمية بسبب مكابرة المدرب السابق غوران توفاريتش الذي كان مجرد ذكر اسم مقصيد يسبب له صداعا في الرأس ويجعله يتخبط في قراراته ومطالبتنا بإشراك مقصيد لا تعني أن يؤخذ مكان وليد أو فهد بل يشارك في المباريات التي تعتبر تحضيرية للبطولات المهمة أو في حال غياب أحدهما عن المشاركة بسبب الإصابة أو حتى الإيقاف وحدث مرارا تجاهل غوران له عن عمد وأشرك لاعبين ليس لهم دخل في هذا المركز فقط لأنه لا يريد مقصيد.
وفي آخر الصدمات كان استبعاد فهد الأنصاري مفاجأة للجميع بعد أن كان أبرز اللاعبين في كأس السوبر وكذلك في مواجهة الأصفر بانطلاق دوري الدمج أمام الفحيحيل كما شهد مستواه تطورا ملحوظا في الآونة الأخيرة.
هؤلاء بحاجة للفرصة
أما في موضوع اللاعبين الذين يحتاجون لفرصة وهم كثر بعضهم استمر في العطاء وبعضهم دخل في قلبه اليأس ولم يعد كما كان في السابق ومن أبرز اللاعبين الذين يحتاجون لأخذ فرصة حقيقية نجم الأصفر الواعد سيف الحشان الذي يعتبر من أفضل صناع اللعب في الموسم نفسة بل كان أحد أسرار تألق القادسية في الموسم الماضي بسبب تمريراته الذكية واحتفاظه المميز للكرة ونفس الحال ينطبق على لاعب وسط الكويت ناصر القحطاني الذي كان من نجوم الموسم الماضي قبل أن يتعرض للإصابة التي حرمته من مواصلة التألق، وإذا واصلنا ذكر خط الوسط فيجب تفعيل دور عبدالعزيز السليمي أكثر والذي اجمع على موهبته جميع المدربين والنقاد بالوقت الحالي كونه يجيد لعب دورين في وسط الملعب الشق الدفاعي والهجومي بصناعة اللعب، وانضم إليهم في الآونة الأخيرة الواعد لاعب وسط الأصفر سلطان العنزي الذي تألق مع المدرب محمد إبراهيم في الموسم الماضي وأجلس الكثير من لاعبي الخبرة في القادسية على دكة البدلاء وبالمثل ينطبق هذا الكلام على شريدة الشريدة من الكويت وفيصل زايد من الجهراء الذي يملك إمكانات مهارية كبيرة لكنها بحاجة إلى الصقل من قبل مدربي المنتخب سواء الرديف أو الأول لكي نشاهد لاعبا قد يكون أحد الحلول المستقبلية للمنتخب وإذا أتينا لخط المقدمة فلا يختلف اثنان على أن مهاجم الكويت عبدالهادي خميس يحتاج للعب بصورة كبيرة وأساسية في صفوف المنتخب لأنه مهاجم من طراز رفيع وقليل ما يتكرر بسبب سرعته ومهارته وحاسته التهديفية، ولا يختلف الأمر كثيرا عن مهاجم النصر عبدالرحمن باني الذي يبدع من مباراة إلى أخرى وآخرها كأس الخليج للمنتخبات الأولمبية والذي كان أفضل اللاعبين في البطولة ليس على مستوى الأزرق بل على مستوى باقي المنتخبات وعندما يشارك تجده لاعبا مؤثرا.
وفي النهاية هناك الكثير من المواهب التي تستحق أن تتواجد مع الأزرق ولا نطلب من إدارة المنتخب أو الجهاز الفني ان يشركهم مرة واحدة لكن نطلب أن يأخذوا الفرصة على أقل تقدير في بطولات ودية أو من خلال بطولة غرب آسيا لكي نحكم على مستواهم ونقطع الشك باليقين.