أكد النائب السابق صالح الملا ان رئيس اتحاد الكرة «غير الشرعي» وصل الى مرحلة مساومة الدولة على نقل المباريات، ولم يجد من يردعه! وقال إن أمام الحكومة مسؤولية وطنية للتصدي لهذا العبث، لأننا نتحدث عن حرمان شريحة كبيرة من الشباب الرياضيين من متابعة المباريات المحلية، وحرمان الأندية من مدخول ثابت جراء النقل التلفزيوني، والحكومة مطالبة بعدم الرضوخ لهذا التصرّف العبثي من دولة اتحاد الكرة!
أكد النائب السابق صالح الملا «والرياضي الأسبق» أن الوضع الرياضي حالياً من سيئ إلى أسوأ، وحالها مزرٍ ومعرضة للدمار الشامل من قبل عشاق الكراسي.
وأشار الى ان تدخل الشيخ احمد الفهد تسبب في الغاء لجنة الشباب والرياضة في مجلس الأمة، كونه متضرراً من وجودها، خاصة في تفعيل دورها بشكل غير مسبوق، ولأنها كشفت المتورطين في دمار الرياضة، وعلى رأسهم الشيخ احمد الفهد - الذي تمكن - بحكم منصبه آنذاك في الحكومة، مع تعاون بعض النواب المقربين له - من إلغاء لجنة الشباب والرياضة عبر التصويت.
واضاف: المضحك في الموضوع في دور الانعقاد ذاته، تحدثت الحكومة عن دور الشباب في بناء المجتمع، ولكن حيكت المؤامرة باسقاط لجنة الشباب والرياضة، ونأمل ان يعاد تشكيلها، نظراً لوصول الحركة الرياضية الى مرحلة تنذر بخراب الرياضة، وتقضي على بصيص الأمل في شفاء الجسد الرياضي.
وابدى استغرابه من جمعيات الدمار الشامل، او ما يسمى «الجمعيات العمومية» للاندية والاتحادات الرياضية، خصوصا من يتبوأ المناصب، ومحاربة الكفاءات، وهذا الوضع الغريب لا يحدث الا في الكويت، والمصالح فوق كل اعتبار.
وتابع: الرياضة مختطفة بشكل رسمي، من قبل أصحاب النفوذ، بسبب ضعف الحكومة في تطبيق القانون والتعامل بحزم مع من يريد بسط نفوذه على المؤسسات الأهلية بسبب إهمال مجلس الأمة الحالي في التصدي لهذا الأمر.
مساومة الدولة
وأردف: ما كان لرئيس اتحاد الكرة غير الشرعي ان يصل الى هذه المرحلة في مساومة الدولة على نقل المباريات، إلا لأنه لم يجد من يردعه من خلال التطبيق الحاسم والمباشر للقانون، وامام الحكومة مسؤولية وطنية للتصدي لهذا العبث، لأننا نتحدث عن حرمان شريحة كبيرة من الشباب الرياضي من متابعة المباريات المحلية، وحرمان الاندية من مدخول ثابت جراء النقل التلفزيوني لمباريات الدوري، ولذلك الحكومة مطالبة بالتصدي وعدم الرضوخ لهذا التصرف غير القانوني والعبثي، واعادة الامور إلى نصابها الصحيح.
ودعا الملا الى تحويل الأندية لكيانات تجارية، وهي خطوة في الاتجاه الصحيح، وقال: نحن كدولة في محيطنا الاقليمي والعربي متأخرون جداً في مجال خصخصة الأندية.
وأوضح انه مع رئيس مجلس الامة الحالي مرزوق الغانم في مجلس 2008 قدما مشروع اقتراح بقانون بالخصخصة التدريجية للاندية الرياضية، ولكن بكل اسف لم يكتمل العمل بهذا المشروع، لعدم استقرار الحياة السياسية، والحل المتكرر لمجلس الأمة.
وزاد: أتمنى أن ترى هذه الخطوة النور بأسرع وقت ممكن، لما لها من انعكاسات ايجابية عدة، على رأسها انهاء حالة الصراع المدمر على الساحة الرياضية، والقضاء على أصحاب المصالح والنفوذ، ممن اتوا للرياضة لكي يأخذوا ولا يعطوا!
ليس إنجازاً
ولفت الى ان الفوز في دورة كأس الخليج ليس انجازاً، فالإنجاز بمفهومي ان تصل الى مرحلة ثم تتعداها، اما ان تصل إلى مرحلة معينة ثم تتقهقر فتعود مرة اخرى إلى النقطة ذاتها او ادنى، فلعمري هذا لا يسمى انجازاً، بل هو تراجع بكل المقاييس وآخر انجاز حققته الرياضة الكويتية عندما تأهلنا الى مونديال 82 في اسبانيا.
وانتقد الملا في حديثه انشاء أندية جديدة، خصوصا ان الاندية الموجودة حاليا كافية، وعلينا خصخصتها ثم تحويلها الى كيانات تجارية، ومن الممكن فتح الباب لمن يشاء لتأسيس نادٍ، اما في الوقت الحالي فإن الاندية تعاني ما تعانيه من نقص بالكوادر الفنية والادارية، بل وشح بالمواهب واللاعبين.
خطوة غير موفقة
واعتبر الملا ان الغاء كأس التفوق خطوة غير موفقة من الهيئة العامة للشباب والرياضة، خصوصا ان مجال التنافس مفتوح للاندية وبكل الالعاب الرياضية من دون تحديد لعبة كرة القدم، وهي حافز ومدخول مادي لدعم المواهب في اللعبات غير الشعبية، وإن كانت هناك ثغرات فكان من باب اولى اعادة النظر بالفكرة وتصحيح الاخطاء إن وجدت.
تقليص اللعبات
وبيّن الملا انه منذ ان كان يعمل بالادارة الرياضية كان ومازال احد المؤيدين لتقليص عدد الالعاب في الاندية، من خلال التركيز على الالعاب الجماعية وانشاء مراكز وطنية في كل المحافظات، تهتم باللعبات الفردية لكي تغذي المنتخبات الوطنية، وهذه الخطوة تخدم اللعبات الجماعية في الاندية من الناحية المادية في ظل الميزانية المحدودة.
واضاف: من ناحية اخرى يتم التركيز على تطوير الالعاب الفردية والاهتمام بها من خلال هذه المراكز الوطنية.
أبناء الأسرة
وحذّر الملا ممن يريدون خطف الرياضة، خصوصا من لم يجد له موطئ قدم في الحياة العامة لعلة ما، فحاول استغلال الرياضة ليخلق لنفسه موقعاً وشأناً، وهذا ما حدث بسبب إهمال الدولة للرياضة وترك العابثين والفاشلين والمتمصلحين يستغلونها، بل ووصل الامر إلى أن السلطة باركت وبمراحل عديدة استغلال الرياضة كفناء خلفي لبعض ابناء الاسرة، ممن ليست لهم علاقة بالشأن الرياضي، يعبثون ويخطئون بحق الرياضة والرياضيين، لكي يتم تأهيلهم للعمل العام بعد ذلك.
دولة داخل الدولة
وأعرب الملا عن اسفه ان اتحاد الكرة اليوم دولة داخل الدولة «وسلطة فوق كل السلطات»، فلا حسيب ولا رقيب، وبصوت عال بوسائل الاعلام المختلفة.
ومضى يقول: لا شأن لي بالحكومة وما تتخذه من قرارات، بل تعدى الامر ذلك بأن تم تجاهل رغبة سمو الامير – بطريقة أو بأخرى - في العودة الى الحق وتطبيق قانون 2007/5، ولم تنفذ الى ان اضطرت الحكومة وبشكل مهين لإصدار مرسوم الضرورة والرضوخ لابتزاز «دولة اتحاد الكرة».
مسلوبة القرار
وتطرق الى أداء الهيئة العامة للشباب والرياضة، فقال: بصراحة، رغم تقديري الشخصي للأخ العزيز فيصل الجزاف والأخ حمود فليطح، ولكن إلى الآن لم أر الأداء المرضي للطموح، وهذا مردّه بكل تأكيد لعدة اسباب، يجب ألا نغفلها، وأهمها عدم دعم الحكومة والوزير المختص، فأصبحوا في احيان كثيرة «مكشوفي الظهر مسلوبي القرار».
وتابع: بوجود وزير رياضي كنا نتمنى ان يكون سندا وعونا لهم، لكن - وبكل اسف - تصرفات الوزير غير مفهومة وغير مقبولة، ولا تتفق مع الصورة التي رسخت بأذهاننا عن وزير الشباب الشيخ سلمان الحمود، ولذلك نتمنى منه ألا يترك للخيال ان يشطح بنا بعيدا، فنعتقد بما ليس فيه!
واستطرد: منذ الوزير الأسبق بدر الدويلة والوزير السابق الراحل محمد العفاسي لم نجد وزيرا حاسما بشأن تطبيق القانون، وداعما بشكل واضح لقرارات الهيئة العامة للشباب والرياضة.
انطباع سيئ
وأبدى الملا امتعاضه من عدم تطبيق قانون التفرغ الرياضي، وهذا دليل على ضعف الحكومة واهمال الدولة للشباب والمواهب، فالسلطة التشريعية أدت ما عليها من اصدار قانون التفرغ الرياضي، وكان صاحب المبادرة النائب السابق عبدالعزيز المطوع، وما على الحكومة سوى تطبيقه، ولكن الواقع يعطي انطباعا سيئا عن تعامل الجهات الحكومية مع هذا القانون.
واضاف: كم لاعب وموهوب رياضي تم تهديد مستقبله الدراسي والوظيفي بسبب عدم جدية الجهات المعنية بتطبيقه، رغم اقراري بأن القانون بحاجة الى تطوير وسد بعض الثغرات، ولكن هذا لا يعطي مبررا بالاستهتار الحكومي في التعامل مع القانون.
وحول الاحتراف الجزئي قال: في البداية يجب ان نعترف انه لولا اهتمام السلطة التشريعية واقرارها هذا القانون لما تحقق مدخول، يفترض ان يكون ثابتاً للاعب الكويتي، ليساعده على اعباء الحياة، رغم ذلك أعترف بأنه لم يلامس سقف طموحاتنا ورغبتنا في ان نصل الى مرحلة الاحتراف الكلي بأسرع وقت ممكن، وأن يتم تشديد الرقابة على بعض الأندية التي تستغل هذا القانون ابشع استغلال. وزاد: يجب ان نقر بأنه ليس الحل الأمثل، بل الحل يكمن كما ذكرنا سابقا بخصخصة الأندية الرياضية، وبالتالي الانتقال الى عالم الاحتراف بشكل رسمي وطي ملف اللاعب الهاوي إلى الأبد.
لا نريد العربي تابعاً.. بل قائداً
وذكر الملا أنه ليس سعيدا بما يحدث للعربي، ويؤلمه ذلك، كونه ابن القلعة الخضراء، متمنيا ان تعود الانتصارات والكؤوس الى النادي العربي، وتاريخ النادي وجماهيره العريضة والوفية لن تقبل من الإدارة الحالية مزيداً من الاخفاقات، وكذلك لن يقبل العرباوية ان يستمر النادي العربي «تابعا لا قائدا».
وتابع: تاريخ العربي اكبر من أن يكون رقما في حسبة متنفذ، او أن يكون متعلقا بطرف «بشت شيخ»!
وختم حديثه بالقول: لست متفائلا على الإطلاق بالشأن الرياضي الذي وصل إلى مرحلة من السوء تحتاج الى تدخل سريع وحاسم من أعلى السلطات، وهذا ما لم أره في الفترة السابقة، او في المنظور القريب، ولكن حتى نعطي فسحة ولو بسيطة للأمل والتفاؤل، فأنا أدعو كل الرياضيين المخلصين المنكفئين يأسا، إلى نفض غبار اليأس والتحرك الجدي السريع لانتشال الرياضة من الوضع الذي أصبحت فيه، وأحمّل الجميع - وأنا أولهم - خطورة ما ستؤول اليه الأوضاع اذا ما تم التراخي في مواجهة «مافيا الرياضة» ومصالحها المدمرة.