خسارة العربي من السالمية 2/3، في المرحلة العاشرة من دوري الدمج لكرة القدم، على الرغم أن الفائز لعب بعشرة لاعبين في الشوط الثاني الذي حسم فيه النتيجة لصالحه... قد تكون الجرح الذي فتح من جديد للزعيم العرباوي الذي لايزال غائبا عن منصة تتويج بطولة الدوري منذ 2001، وهو لايزال أيضا صاحب الرقم الرقياسي للمسابقة (16لقبا)!!
خسارة العربي تعني ابتعاده من جديد عن المنافسة على اللقب، وتراجعه الى المركز الرابع بعدما كان الأقرب على مزاحمة الكويت المتصدر، وقد تؤثر تلك الخسارة المذلة على منافسته على كأس ولي العهد في مواجهة الكويت في الدور نصف النهائي بعد غد الثلاثاء في لقاء الذهاب.
ابتعد العربي صاحب القاعدة الجماهيرية الكبيرة عن لقب بطولة الدوري التي كانت شبه حكر عليه، وكان من الصعب على الفرق الاخرى مثل القادسية والكويت انتزاعها منه، والمنافسة فقط على المركز الثاني في أفضل الحالات، ولكن انقلب الحال منذ 2001 وحتى الان وبات مهددا من قبل خصمه اللدود القادسية على مقاسمته في عدد ألقاب الدوري ولا يفصله عنه سوى لقب واحد متى ما تحقق فسيسقط عنه لقب «الزعيم»، خصوصا وأن القادسية نفسه تعداه في عدد ألقاب كأس ولي العهد، وأصبح بحاجة الى لقب واحد في كأس الأمير لكي يتجاوزه لأن لكل منهما 15 لقباً.
نعم العربي حاليا لم يعد هو الفريق الاقوى في الكويت على الرغم من تصدره لعدد الالقاب ومن الممكن كما يبدو ان يتم تحطيمها هذا الموسم أو في الموسم المقبل، في حال استمرار تراجعه في المنافسة على البطولات.
منذ 2001 وبطولة الدوري أصبحت حكرا على القادسية والكويت فقط، وبقية الفرق ومن ضمنها العربي طموحها لايتعدى المركز الثاني فقط، وقد يخسره أيضا، وبات الاصفر والابيض هما الطرفان الاقوى من دون أي منازع، ولعل ملامح هذا الموسم تؤكد استمرار المنافسة بينهما على الالقاب دون شريك ثالث قادر على تهديدهما بشكل حقيقي، وقد توقع البعض أن يكون للعربي هذا الموسم نصيب في الدوري، بعدما قام بإجراء عدد كبير من التعديلات في صفوف الفريق، بجانب الاستقرار الفني بقيادة البرتغالي جوزيه روماو الذي تشرب طبيعة الدوري الكويتي بعد أربعة مواسم متتالية عمل فيها، ولكن عادت «حليمة الى عادتها القديمة» وعاد الإحباط من جديد في نفوس جماهيره التي أصبحت تحمل مناعة من كل الانتكاسات المتتالية للفريق.
العربي كانت أمامه هذا الموسم فرصة ذهبية لاعتلاء صدارة الدوري، خصوصا أن منافسيه الكويت والقادسية كانت أمامهما منافسات بطولة كأس الاتحاد الآسيوي التي تحتاج الى جهود كبيرة سواء في التنقلات والمباريات القوية التي استهلكت منهما الكثير من طاقتهما، وكلفتهما خسارة أكثر من لاعب أساسي، حيث عاد الاصفر القدساوي الى الدوري متخما بالاصابات التي وصلت الى حد تشكيل فريق آخر للمنافسة وكذلك الكويت، وعلى الرغم من كل هذا تمكن الفريقان من مواصلة الصدارة معا وتعثر العربي الذي كان من المفترض أن يكون المنافس الحقيقي لهما.
الدوري الكويتي كما يبدو سيخسر هذا الموسم منافسا ثالثا على البطولة، ويقتصر فقط على الاصفر والابيض، ففي الدوريات الاوروبية شهدت هذا الموسم دخول أطراف ثالثة أشعلت لهيب المنافسات على الدوري عكس المواسم السابقة، حيث نجد في اسبانيا دخول أتلتيكو مدريد طرفا شرسا على المنافسة واحتلاله المركز الثاني، بين برشلونة وريال مدريد اللذين يتقاسمان البطولات بينهم، وكذلك في الدوري الفرنسي شكل دخول نادي ليل بين باريس سان جيرمان وموناكو قوة واضافة قوية على البطولة.
بقاء بطولات الدوري حكرا على فريقين في أي دولة يفقدها الكثير من المتعة والتشويق والإثارة التي ستنعكس إيجابيا على شكل البطولة حتى نهايتها، ولعل بقاء الدوري الانكليزي على قائمة أقوى دوريات العالم يعود الى وجود أكثر من سبع أندية قادرة فعليا على المنافسة على الدوري.
البطل يمرض ولايموت... ولكن لسان حال جماهيره يقول لقد طال أمد المرض لفريقنا وقد نضطرالى تقبل التعازي على موته ودفنه، والابقاء على تاريخه وذكرياته الجميلة.
ويبقى سؤال جماهيره والشارع الرياضي لماذا العربي غير قادر على استرجاع بطولة الدوري الى خزائنه من جديد؟؟
قد يكون السبب الاداري هو الابرز لمعظم الاجابات، نتيجة الخلافات الواضحة لمجالس إدارات النادي المتعاقبة وخصوصا منذ 1997 وحتى الان، والتي وصلت الى حد التطاحن بينهم والاقصاء بجميع درجاته، والدخول الى بوابات المحاكم، اثرت بصورة بالغة على مسيرة جميع الالعاب الرياضية داخل أسواره والتي وصلت أيضا الى اللاعبين أنفسهم في المعترك دفع بعضهم ثمنها غاليا، كان أبرزهم المرحوم بإذن الله سمير سعيد الذي يعد أفضل حارس مرمى في تاريخ الكويت، وجد رفضا قاطعا من مجلس ادارة ناديه على إقامة اعتزال له، وغيره الكثيرون حتى هذه اللحظة.
وقد تكون الاخطاء الادارية هذا الموسم واضحة تماما لجماهيره التي تلقت صدامات عنيفة برحيل الحارس خالد الرشيدي من العربي الى السالمية، بعدما كان مؤملا أن يكون خليفة لسمير سعيد ويحمي عرين الفريق، ولم يشفع لمجلس ادارته المؤتمر الصحافي الذي اقامه لتبرير رحيل الرشيدي، بعدما وضع صاحب بطاقة الحارس رئيس نادي القادسية السابق ومالك نادي نوتنغهام فورست الحالي النقاط على الحروف وبين صحة الانتقال، وقبلها فرط بالمحترف السنغالي مرتضى فال وانتقل الى السالمية وهو نفسه من سجل هدف الفوز على العربي في اللقاء الأخير، بجانب غياب الحافز المعنوي والمادي للاعبين المحليين، عكس ما يتلقاه زملائهم في الكويت والقادسية الذين يتعاملون كمحترفين.
العربي... نعم غير قادر على منافسة الكويت والقادسية على الدوري وهي البطولة الأهم والمقياس الحقيقي للقوة، وبقاؤه مابين الثالث والرابع منذ 2001 أمر مؤلم وقاسٍ لجماهيره التي حاولت في أكثر من مناسبة الاحتجاج على مجالس الادارات ولكن... «لا حياة لمن تنادي».
|