اليسار الداخلي
اليمين الداخلي

الاثنين 23 ديسمبر 2013 03:25 صباحاً,

 

كتب : بدر مصطفى جمعة     المصدر : الرأي

المشاهدات : 1951

 
   


يدي ثقيلة وتكاد ألا تتحرك وأنا أكتب هذا المقال، حيث انني ترددت كثيراً في كتابة مقال أقوم برثاء شخص في غاية الروعة والطيبة والإنسانية ترك انطباعاً جميلاً في حياتي.

هذا الإنسان هو الشيخ نايف جابر الأحمد ابن أمير القلوب رحمه الله شخصية عملت ورحلت بِصِمت تاركة فاجعة أصابتني أنا شخصياً بألم شديد.

هذا الإنسان تعلمت منه الكثير على سبيل المثال حيث انني تعلمت منه المواجهة وعدم السكوت عن الظلم والمطالبة بحقوق الآخرين مهما استلزم الأمر من تضحيات. عندما كنت أدرس في الولايات المتحدة الأميركية كنت دائم الاتصال به وأقوم بزيارته دائماً عند رجوعي إلى الكويت فتجده دائم النصح ويشد من أزري كثيراً كي أنهي دراستي مبكراً وأرجع إلى الكويت لأخدم بلدي بالعلم الذي اكتسبه من بلاد الغرب.

كان طيب الله ثراه إنساناً متواضعاً إلى أبعد الحدود، عندما تزوره في مكتبه أو ديوانه تجد الكثير من الناس من جميع الأطياف والجنسيات تتجاذب الحديث معه وتضحك معه. و كان إنساناً غير متعالٍ أو متسلط كغيره بحكم أنه ابن حاكم وحفيد حكام هذا البلد العزيز.

كان رحمه الله مستمعا جيدا وتجده كثيراً في وزارات الدولة والهيئات الحكومية و لكن ليس كغيره من الذين يتجولون لتسيير أمورهم الخاصة ومناقصاتهم التجارية بل عندما تستفسر عن سبب وجوده تصدم بالجواب في أنه متواجد للدفاع عن موظف مظلوم لم يجد من ينصفه. كان أيضا إنساناً غيوراً ذا عروبة متأصلة في دمه. حيث في يوم من الأيام دخلت إلى ديوانه وتجاذبنا الحديث عن الأمور السياسية في الوطن العربي وأبدى استياءه من ضعف بلادنا العربية وعدم تكاتفها في مواجهة أعداء هذه الأمة.

انعكست شخصية الشيخ نايف على حياته العملية سواء في المجال الرياضي أو العسكري.

عندما كان لاعباً في الفريق الأول لكرة القدم كان لاعباً من الطراز الأول لم تنجب الملاعب الكويتية مثله أبداً حيث انه في يوم من الأيام سألت العم عبدالرحمن الدوله عن مدى مهارة الشيخ نايف في كرة القدم أفادني في أنه وفي عز عطائه الكروي كان خائفاً من بروز الشيخ نايف لما يتمتع به من بسالة ومهارة ودهاء داخل المستطيل الأخضر لكن شاءت الأقدار واصيب بإصابة أبعدته عن الملاعب ولم ينل صيتاً إعلامياً كافياً كي يتذكره الأجيال في مجال كرة القدم لكنه عاد إلى النادي العربي بعد فترة رئيساً لهذا الصرح الكبير وحقق من الإنجازات الكثير على سبيل المثال عندما حقق الثلاثية وهي كأس الأمير ـ الدوري العام ـ كأس مجلس التعاون، وللعلم أن هذا الإنجاز إلى وقتنا الحاضر لم تحققه أي إدارة سابقة أو لاحقة لمجلس الشيخ نايف بجانب أنه في أثناء إدارته كان حازماً في قراراته لا يجامل أحداً مهما كان قريباً منه أو بعيد، ووضع للنادي العربي هيبة كبيرة تجاه باقي الأندية والاتحادات الرياضية، وأصبح النادي العربي في مرحلة إدارة الشيخ نايف يحسب له ألف حساب قبل اتخاذ أي قرار ضده ليس كالوقت الحاضر الذي أصبح لنادي الفتاة هيبة ونفوذ وحظوة أكثر من النادي العربي.

وفي المجال العسكري كان الشيخ نايف طياراً عسكرياً ماهرا والتحق في سلاح الطيران الكويتي أثناء فترة الغزو العراقي و رفض أن يجلس في منزله دون الالتحاق والمساهمة في تحرير الكويت غير مبال بخطورة الموقف واضعاً حياته فداء لأهل الكويت.

وفي الختام كم كنت أتمنى أن يطيل القادر عز وجل في عمره حيث انني كنت بصدد الالتقاء به في هذه الأيام برفقة أخي نايف وهو الذي تم تسميته عند ولادته تيمنا باسمه لمكانته العزيزة في قلوب أفراد أسرتي وكان طالبا مبتعثا في الولايات المتحدة الأميركية وكان الشيخ دائم السؤال عنه وطلبت منه أخيراً أن أزورالشيخ نايف برفقته.

و لكن شاءت الأقدار أن نزورك يا من كنت بمقام والدي في المقبرة ونقرأ الفاتحة على روحك الطاهرة ولتسامحني روحك على ما ذكرته في هذه المقالة من القليل في حقك.

عظم الله لكم الأجر يا أسرة الشيخ نايف جابر الأحمد الصباح.




 


التعليقات

لا يوجد تعليقات


إضافة تعليق

 الاسم
 عنوان التعليق
 البريد الالكترونى

 التعليق

 كود التأكيد