حظيت الرياضة الكويتية في التشكيل الحكومي الجديد بوزيرين، انتماؤهما الاساسي الى الرياضة واصحاب خلفيات رياضية كبيرة، وهما الشيخ سلمان الحمود وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب، والذي كان يشغل منصب رئيس نادي الرماية ورئيس الاتحاد الآسيوي للعبة. والوافد الحديث الى الوزارة الرياضي الشاب ياسر ابل الذي شغل منصب وزير الاسكان، وكان يشغل في السابق عضو مجلس ادارة النادي العربي.
ولعل هذا التواجد جاء في وقته تماما في ظل الظلام الدامس الذي يلف الرياضة الكويتية حاليا، وفي ضوء سيطرة قلة قليلة على مقدرات الرياضة الكويتية والاستئثار بالمناصب في مختلف مناحي الحياة الرياضية، و«التكويش» على كل شيء، وجاء هذا الواقع الجديد ليعيد لنا وللرياضة الامل مرة اخرى، ويفتح طاقه نور لاصلاح ما أفسده الغير.
فالشيخ سلمان الحمود، وخلال الفترة القصيرة التي قضاها في الحكومة السابقة نجح في احداث طفرة وتطور كبيرين في المنظومة الاعلامية، نتوقع ان تستمر خلال مهمته في الحكومة الحالية، وهذه الجهود بدأت تظهر نتائجها حتى يأخذ الاعلام الكويتي موقعه اللائق به، ويتبوأ المكانة التي يستحقها. والرجل لم يقتصر عمله للنهوض بالاعلام محليا وعالميا فقط، وانما هناك وزراة اخرى مسؤول عنها هي وزارة الشباب!
وللامانة، فمنذ وصول الشيخ سلمان الحمود الى هذا المنصب لاحظنا وجود تفاعل حقيقي من جانبه مع مشاكل الشباب والرياضة ايضا، وهناك خطوات فعالة لحل المشاكل الرياضية التي نعاني منها منذ امد بعيد، ولاشك في ان الخلفية الرياضية التي جاء بها الشيخ سلمان الحمود ستكون عاملا مساعدا لاداء الرجل لعمله على اتم ما يكون في المرحلة المقبلة!
اما الوافد الجديد للحكومة، وهو الشاب الرياضي ياسر أبل، فهو ايضا له باع طويل في العمل الاداري من خلال عضويته في مجلس ادارة النادي العربي سابقا، والمجلس الاعلى للتخطيط، ولمسه عن قرب لكل المشاكل التي يعانيها شبابنا ورياضتنا. والرجل يمتلك عقلية مميزة اتضحت من خلال تركه لمنصبه في مجلس ادارة العربي، حينما احتدم الصراع على المناصب داخل القلعة الخضراء، وآثر المصلحة العامة على المصلحة الشخصية، وقرر التخلي عن منصبه، ولكنه لم يتخل عن واجبه تجاه النادي العربي، فظل دائما يمد يد العون، سواء بالفكر أو المال لهذا النادي العريق، وهذا إن دل على شيء انما يدل على وفائه لناديه، وتفضيل مصلحة النادي على مصلحته الشخصية.
ورجل بهذه العقلية لاشك في أن المنصب الوزاري هو الذي يحتاج اليه، وليس هو الذي يحتاج الى المنصب، لان المنصب لن يضيف اليه شيئا، وانما هو الذي سيضيف الى المنصب، فالحكومة تحتاج الى العقليات الشبابية القادرة على الابداع والابتكار، وفي الوقت نفسه الانجاز، لان الوزير هو مسؤول تنفيذي يجب ان تكون لديه رؤية تجاه ما يدور حوله، وقدرة ايضا على حل المشكلات على ارض الواقع. ونحن نامل مع هذا التشكيل الوزاري الجديد ووجود شخصيات رياضية بهذا الحجم وهذا الثقل ان تولي الحكومة الرياضة اهتماما اكثر، وتنظر اليها والى مشاكلها نظرة جدية، لانها تخدم قطاعا عريضا وشريحة كبيرة في المجتمع !
تفاءلوا يا سادة.. فلدينا وزيران رياضيان.