تعيش الرياضة الكويتية اليوم عرسا جديدا من أعراسها المتواصلة سنويا، وذلك بإقامة المباراة النهائية لكأس سمو ولي العهد لكرة القدم في نسختها الـ 21 والتي ستجمع بين الغريمين التقليديين حامل اللقب القادسية والعربي على ستاد نادي الكويت في منطقة كيفان.
ولا شك أن حضور ورعاية سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد لهذه المباراة سنويا يعد تشريفا للأسرة الرياضية كافة، لاسيما أن جميع الأندية الـ 14 سعت للوصول إلى هذه المباراة والتشرف بمصافحة سموه الذي اعتاد على دعم الرياضة والرياضيين ليساهموا في رفع علم الكويت في المحافل الخارجية ويمثلوا البلاد خير تمثيل.
ومن المتوقع أن تمتلئ مدرجات ستاد نادي الكويت بجماهير كبيرة نظرا للقاعدة الجماهيرية الضخمة التي يتمتع بها طرفا المباراة النهائية اليوم، وسيردد عاشقو الأصفر والأخضر أثناء توجههم إلى الملعب البيت الشهير لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل «ما أحب أنا المركز التالي.. الأول أموت وأحيا به»، وبالتالي فإن الصعود للمنصة وتسلم الكأس من راعي المباراة ستجعل جمهور الفريق الفائز يعيش ليلة سعيدة.
ويحمل القادسية الرقم القياسي بعدد مرات الحصول على كأس البطولة، حيث حققها 7 مرات كان آخرها العام الماضي، ويأتي خلفه مباشرة غريمه الأزلي العربي بـ 6 ألقاب، ثم الكويت بـ 5 ألقاب، فيما حقق كل من السالمية وكاظمة اللقب مرة واحدة.
وسيكون فارق البطولة بمنزلة الدافع الإضافي للأصفر كي يبتعد عن الأخضر الطامح لمعادلة الرقم وحرمان القادسية من زعامة هذه البطولة التي انطلقت في موسم 1993/1994، وللمفارقة فإن آخر مباراتين نهائيتين جمعتا أيضا بين القادسية والعربي بالذات، حيث فاز الأخضر بلقب العام قبل الماضي وخطف القادسية لقب النسخة الأخيرة.
يسعى القادسية إلى المحافظة على لقبه بطلا للبطولة وليحققها للمرة الثامنة في تاريخه، وبدأ مشوار الفريق في النسخة الحالية ابتداء من الدور ربع النهائي، حيث قابل الصليبيخات وهزمه 2 ـ 0 ذهابا و4 ـ 0 ايابا، ليواجه النصر في الدور نصف النهائي والذي تجاوزه بصعوبة بالغة بعد أن تغلب عليه بنفس النتيجة (2 ـ 1) ذهابا وايابا.
ويضع مدرب «الأصفر»، الوطني محمد إبراهيم، ثقته دائما في عناصر الخبرة التي يمتلكها مع الدفع ببعض اللاعبين الصاعدين الذين برزوا في هذا الموسم.
ومن المتوقع أن يزج إبراهيم بتشكيلة مكونة من نواف الخالدي في حراسة المرمى، وأمامه خط دفاع رباعي بتواجد خالد إبراهيم وعبدالرحمن العنزي وضاري سعيد ونواف المطيري، ويعتمد في الوسط على جهود فهد الأنصاري والعاجي ابراهيما كيتا وسيف الحشان وصالح الشيخ (أو حمد أمان)، فيما سيدفع بالسوري عمر السومة والبرازيلي ميشيل سيمبليسيو في المقدمة.
ولدى المدرب ابراهيم العديد من الأوراق الرابحة التي سيحتفظ بها لتغيير دفة المباراة حسبما يريد، ومن أبرز هذه الأسماء: سلطان العنزي وجابر جازع وسعود المجمد وأحمد عجب وطلال العامر، فيما سيغيب عن التشكيلة اليوم نجم الفريق بدر المطوع والذي من المتوقع أن يعود للملاعب أواخر شهر مارس المقبل.
مشوار مميز للأخضر
وعلى الجهة المقابلة، وصل العربي إلى المباراة النهائية بعد أن مر بعدة عقبات صعبة، إذ لم يكن طريقه مفروشا بالورود، وواجه الأخضر فريقين من أكبر الفرق المحلية، حيث تقابل مع السالمية في الدور ربع النهائي وتمكن من الفوز عليه 3 ـ 0 ايابا بعد أن تعادل معه 1 ـ 1 ذهابا، وتجاوز الكويت بصعوبة في الدور نصف النهائي بعد أن تعادل معه بذات النتيجة 1 ـ 1 ذهابا وايابا، ليحتكما إلى ضربات الترجيح التي ابتسمت للعربي بنتيجة 7 ـ 6.
وسيكون الطموح مضاعفا لدى لاعبي الأخضر للظفر بالكأس والاحتفال به مع جماهيرهم في مقر النادي بمنطقة المنصورية، اذ يسعى العربي لمساواة عدد الألقاب مع القادسية في هذه البطولة وحرمانه من الابتعاد عنه أكثر، وكذلك لإرضاء جماهيره العريضة بعد غيابه عن تحقيق البطولات في الموسم الماضي، وعليه فإن الابتعاد عن الألقاب فترة أطول سيضع لاعبي الفريق العرباوي تحت الضغط فيما تبقى من الموسم الحالي.
ويعتمد مدرب العربي، البرتغالي جوزيه روماو، على تشكيلة ممتازة من ناحية الأسماء، إذ من المنتظر أن يحمي عرين الأخضر الحارس المتألق في الفترة الأخيرة سلمان عبدالغفور، والسوري أحمد الصالح وأحمد عبدالغفور في قلبي الدفاع وأحمد ابراهيم وفهد فرحان على الطرفين الأيسر والأيمن، وفي خط الوسط طلال نايف وعبدالله الشمالي وفهد الحشاش والسوري محمود المواس، على أن يضع الأردني أحمد هايل خلف المهاجم فهد الرشيدي.