ما اتخذته لجنة الانضباط من عقوبات تأديبية بحق بعض إداريي ولاعبي وجماهير النادي العربي على خلفية الأحداث التي شهدتها المباراة النهائية لكأس ولي العهد التي فاز فيها القادسية 2-1 تعد قاسية، وستزيد من حدة الغضب والانفعال العرباوي ومهما كانت نوعية العقوبات التي تصدر من اللجنة لن يقتنع بها العرباوية طالما أنهم يرون أن الظلم قد لحق بهم من جانب الحكم والاتحاد. ولاشك أن لجنة الانضباط عندما تصدر مثل هذه العقوبات على المخالفين من لاعبين او إداريين أو أجهزة فنية أوجماهير وكل من له علاقة في كرة القدم، فهي تستند على لائحة ويتم الاطلاع على جميع التقارير المتعلقة في المباراة والأحداث التي تصاحبها. ومن ثم فإن اللجنة اتبعت تلك الخطوات وقامت بتوجيه الدعوة الى مسؤولي وبعض لاعبي النادي العربي ولكن لم يتجاوبوا معها. كما عملت اللجنة على اتباع الخطوات الخاصة من خلال الاطلاع على تقارير الحكم ومراقب المباراة ومقيّم الحكام واللقطات التلفزيونية ليتم على ضوئها اصدار العقوبات وللجنة سلطة تحديد نطاق ونوع ومدة العقوبة وما يترتب عليها من آثار وذلك وفقا لجسامة وطبيعية المخالفة، ولا تلتزم اللجنة بالترتيب الوارد بالعقوبات. وندرك تماما أن الكثير يعتبر تلك العقوبات شديدة وظالمة، وتحديدا العرباوية وممن يتعاطف معهم على أثر ما حدث من أخطاء تحكيمية اثناء المباراة النهائية، لكن ينبغي على إدارة العربي أن تتعامل بواقعية مع تلك العقوبات، وبما ان هناك ضغوطات ومطالب على المجلس بأن ينسحب من المسابقات ما أوقعه في مأزق حقيقي، رغم ان عملية التصويت كانت رافضة بأغلبية الأعضاء. لذلك عندما تأتي تلك العقوبة وبهذه الشدة، إلا أنها تزيد مجددا من ارتفاع الأصوات المطالبة بالانسحاب وليس معنى ذلك أن يندفع المجلس لهذه «الموجه العالية» لتجرفه معها. فالتكاليف التي ستلحق به كثيرة وخصوصا أن العربي ليس أي ناد، فهو تاريخ من العراقة والانجازات والمكانة ليس على الصعيد المحلي انما حتى النطاق الخارجي. فصوت العقل مطلوب في هذه الفترة وبعد تلك العقوبات فمازالت هناك خطوات أخرى لمعالجتها حيث أمام النادي فرصة للجوء إلى الاستئناف ضد تلك العقوبات، وذلك قد يسهم في إلغائها أو تخفيفها، وهنالك حوادث عدة اتخذتها اللجنة، وعلى سبيل المثال عقوبة مدير فريق نادي الكويت عادل عقلة بعدما فرضت عليه عقوبة الإيقاف لمدة سنة لتخففه الى 10 مباريات مع غرامة 2000 دينار. كما أن الباب مفتوح للعفو وتكرار حادثة مشرف فريق الكويت محمد الهاجري الذي عفا عنه الاتحاد. ونتفق مع العرباوية في زعلهم وغضبهم ولكن ليس دائما الوعيد والتهديد يأتي بنتيجة حسب ما «تشتهون».
|