هذا هو الأمر الواقع.. في الزمن الكروي الضائع..، حسبنا الله ونعم الوكيل..، نكرر.. ان الصمت أبلغ تعبير لاحتقار قضية ما.. وقد التزمناه لأننا اساسا لم نكن نستطيع الكتابة بوضوح.. ولم نكن ندري لمن نكتب.. فالغالبية مُغرر بها.. والبقية «إما يبون يعيشون».. وإما يرفضون النصح والإرشاد فتتعذر مساعدتهم.. مع ان ما لمسناه ان الرياضيين في سوادهم الاعظم مثل «القليلبة» أي الارجوحة كل يوم بشكل.. وموقف!!.. وغيرهم من يردد «ان من شاف الشر ودخل عليه.. يستاهل ما يجري عليه».
ولهذا، ان لم يتحرك أحد لعمل الخير والاصلاح.. استقوى الطغيان والاستبداد.. وكون هذا الطغيان مُبالغ فيه، وجب علينا العودة للكتابة أملا في إيقاظ الضمائر.
ولان الصحافة مسؤولة، وهي درع كل الحقوق، فكان لا بد من الحق «فالحق.. أحق أن يُتَّبع» مهما كان رأينا وموقفنا مختلفا مع معظم اعضاء العربي.. وتصاريحهم الصبيانية الطائشة السابقة.. فالاشقاء في مصر يقولون «من يعمل ظهره قنطرة يستاهل الدوس»، ولكن «القلعة الخضراء الكبيرة» - حاشا لله - لم تكن يوما جسرا توضع عليه الاقدام لتعبر.. لهذا رأينا ان «الاخضر» قد ظُلم ظُلماً بيّنا.. خاصة ان الوسط الرياضي أصبح متفرجاً!!وهاهي الأندية تعطي ظهرها لمن أعطى ظهره سابقاً!
«الدويتو».. شغال!
سياسة «كمّ الافواه» و«الظلم» التي يتقنها اتحاد الكرة لا تزال مستمرة عبر «دويتو لجنتي الانضباط - الحكم».. وهي العصا التي تعود «شديد عضل» ان يرفعها في وجه كل من ينطق بــ «كلمة الحق»..، وكما يُقال «الحق دولة» وكلماته تُرعد الفرائص و«صاحبه عينه قوية».
والعقوبات التي لا يُمكن «بلعها» والصادرة بحق العربي من قبل لجنة الانضباط امس الاول.. كانت آخر حلقات هذا المسلسل الذي طال احد اكبر الصروح الكروية في الكويت.. وبشكل لا يمكن السكوت عنه مهما كلف الأمر.
فالإيقافات «بالجملة».. والغرامات «تقصم الظهر».. وقرارات الانضباط وصلت الى حد «الاضطهاد».. وكأنه ينقصها ان تتضمن أحكاماً بالسجن أو الجلد!
ظلم اتحاد الكرة العربي فنيا وتحكيميا.. وهُضِم حقه داخل ارض الملعب.. وحرمه من فرصة المنافسة الحقيقية على لقب كأس سمو ولي العهد..، وعندما رفع العربي صوت الحق وصرخ ألماً «ولمن يشكو إذا كان خصمه هو القاضي نفسه»..، عاد الاتحاد و«أدواته» لسياسة «كمّ الأفواه» وكبله بسلسلة عقوبات شديدة.. «ليعاقب المجني عليه.. ويجني عليه اكثر واكثر»!.. يغالبون الجريمة بجريمة اكبر ويقولون انه الحق والعدل.
فهل «صرخة العربي» - ولا يمكن لاحد ان ينكر انه صاحب حق - تستأهل كل هذه العقوبات؟!
يا لهذا الظلم!.. وما أبشعه!.. فقد اصبحنا في زمن، يُمنع فيه «المريض» من الأنين.. و«المظلوم» من البكاء.. و«الموجوع» من الصراخ!.. فما «أتعس سلطة الطيور ذات الريش المتشابه التي تفرض عليك أن تذكرها صباحَ مساءَ»!
17800 دينار.. غرامات!
وضع الاتحاد «الأغلال» في يد العربي.. و«حبكها» بشكل متقن..، فإذا افلت هذا النادي الكبير من الايقافات.. وقع في «شر الغرامات».. والعكس صحيح..، فالغرامات باهظة وتقارب 17 ألفاً و800 دينار فقط!!
والاتحاد «البارع» فقط في سياسة التسويق.. و«لم الفلوس من جيب الاندية عبر لجنة الانضباط»..، بارع - أيضاً - في المساومة.. فهو يضرب ضربته في الانضباط.. و«يساوم في الخفاء» عبر لجنة الاستئناف..، فلم يكن غريبا ان «يخنق» العربي حتى ترفع «القلعة الخضراء» الراية البيضاء «خوفاً».. وتنضم الى «قافلة المرتعدين».. وممن لا يريدون «عوار الراس»!
«الظلم ظلمات يوم القيامة».. و«ظلم ذوي القربى أشد وقعاً من الحسام المهند».. واذا كان اتحاد الكرة يعتقد انه يتجه لحسم «الازمة» مع النادي العربي..، فهو مخطئ، لانه «قد يكسب جولة» ولكنه حصد - وما زال - «مقت الآخرين» و«دعوات المظلومين»!.. وما يوقفنا عن اكمال القضية والاستمرار في الكتابة عن العربي.. هو ضبابية مواقفه، فهناك من نصحنا بعدم الدفاع عن «الاخضر»، لانه «يقلب» وهو من ارتمى في احضان الاتحاد، خاصة رئيسه..، ولكننا ابينا هذا التوجه، لاننا ندافع عن الحق اولاً، ولاعبي وجماهير هذا النادي ثانياً!!
لا تَظلِمنَّ إذا مَا كُنتَ مُقتــــدِراً
فالظلمُ مَرْتعُهُ يُفْضِي إلى النَّدمِ
تنـام عينُك والمظلومُ مُنتبِــــهٌ
يدْعُو عليك.. وعَين اللهِ لم تنَـمِ!
جاسم أشكناني