شهد حوض السباحة الأولمبي في النادي العربي مساء أمس مأساة راح ضحيتها فتى كويتي لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره بعد ان مات غرقا في الحوض إثر شد عضلي قوي في فخذ إحدى ساقيه حسبما ورد في تقرير الطب الشرعي الذي شخص الوفاة إلا ان ملابسات الواقعة غير واضحة وس ط روايات متناقضة لما حصل شدد بعضها على ان الفتى ربما كان ضحية إهمال غير متعمد.
وحدثت الواقعة حسبما افاد مصدر مسؤول في النادي العربي في الساعة الخامسة مساء عندما حضر الفتى ويدعى حسين علي حمزة سيد مهدي (16 عاما) الى الحوض برفقة احد اصدقائه وكلاهما من فئة المشتركين بمبلغ شهري لاستخدام الحوض وبالتالي هما ليسا من اعضاء فرق السباحة في النادي.
وقال المصدر انه وبعد ربع ساعة من ممارسة السباحة في حوض النادي رفع الضحية إحدى يديه مستنجدا فجأة، في الوقت الذي تواجد فيه ضمن المنطقة العميقة جدا من الحوض، وبدأ بالغرق.. فما كان من احد المدربين المتواجدين إلا ان غاص وانتشل الفتى الذي يبدو وكأنه ابتلع كمية كبيرة من المياه (من المعروف ان مياه اي حوض تحتوي نسبة لا بأس بها من مادة الكلور) ثم لفظ أنفاسه الاخيرة ولم تنفع الاسعافات الأولية التي خضع لها من قبل المتواجدين في المكان.
واضاف: 'وبعد دقائق قليلة حضر رجال الاسعاف في الوقت الذي كان فيه الفتى قد اسلم الروح وتبعهم رجال الامن من مخفر القادسية ورجال الادلة الجنائية الذين تحفظوا على الجثة ونقلوها الى المشرحة.
وشهد مخفر القادسية تحقيقات مكثفة في القضية التي سجلت تحت رقم 2006/120 لمعرفة ان كانت جناية متعمدة او قضاء وقدر، حيث تبين فيما بعد انتفاء اي شيء جنائي لان تقرير الطب الشرعي افاد بأن حسين سيد مهدي اصيب بشد عضلي شديد وقوي في فخذ احدى ساقيه اثناء العوم ولم يقو على الاحتمال ومواصلة السباحة فغرق على الفور وامتلأت رئتاه بالمياه واختنق ولم تنفع محاولات انقاذه.
وعلى صعيد متصل، افادت مصادر اخرى من المتواجدين في الحوض وشهدوا الواقعة ان الفتى لم يكن يجيد السباحة بشكل لاحظه البعض واردفوا بأنه عندما قبل اشتراكه كان يحمل إفادة من أحد الاطباء بأنه لا يعاني من موانع صحية تجعله عاجزا عن ممارسة السباحة.
اما البعض الآخر، فقال ان الضحية مات نتيجة إهمال غيرمتعمد لانه غرق في الوقت الذي لم يلاحظ أحد ذلك بسرعة وتأخر انقاذه، علما انه لم تبد اي بوادر على انه سيغرق.
ومهما كانت الاسباب او تعددت الروايات فان هناك اسئلة عديدة وعلامات تعجب على ما جرى ابرزها: اين معايير السلامة والامان في الحوض؟، واين كان المنقذون والمدربون المتواجدون في المكان؟ ولماذا سهوا عن الفتى الذي نتعجب انه غرق ومات بسرعة زمنية كبيرة لا يمكن استيعابها، وهذا ما يرجح فرضية الاهمال التي تحدث عنها البعض والتي تبقى مجرد فرضيات غير مؤكدة بانتظار توضيح رسمي من ادارة النادي العربي.
(محمد سعيد)
|