خرج عبدالرحمن الدولة امين سر النادي العربي السابق عن صمته عما يجري داخل القلعة الخضراء مبديا اسفه الشديد من الاوضاع المتردية والانشقاق الحاد الذي يشهده النادي حاليا بسبب افرازات الانتخابات الماضية.. وفي حوار صريح وجريء تحدث 'الدولة' ل 'القبس' عما يجيش بداخله من هموم ومشاكل العرباوية في الفترة الاخيرة.
كما تحدث زميله العرباوي جاسم السبتي احد المتمرسين في انتخابات القلعة الخضراء عن الانتخابات الاخيرة التي شهدت غرق وحدة النادي.. وفيما يلي نتائج الحوار الذي دار مع العرباويين ليعرف كل منتم للقلعة الخضراء ماذا حصل في الانتخابات الاخيرة:
بدأ الدولة حديثه ل 'القبس' قائلا:ان ما يجري في العربي لا يسر عدوا ولا حبيبا حيث تفاقمت الخلافات وحدث الانشقاق بين الاعضاء نتيجة الافرازات الانتخابية لمجلس الادارة والتي ولدت نوعا من التفرقة بين صفوف العرباوية ولم نشهدها من قبل في تاريخ النادي، ورغم انها ليست المرة الاولى التي تختلف فيها الانتخابات فانها المرة الاولى من نوعها ان تستمر وتمتد الخلافات لما بعد الانتخابت وحتى وقتنا هذا وهوما ادى الى شق وحدة النادي الى فريقين او اكثر.
كيف بدأت الخلافات؟.. أجاب:
- ظهرت بوادر الخلافات قبل اجراء الانتخابات وبالتحديد اثناء اعداد المجموعة التي ستخوض الانتخابات حيث كان الاتفاق مع جمال الكاظمي على تشكيل قائمة تضم اربعة اعضاء فقط من المجلس القديم والبقية اعضاء جدد لاعطاء الفرصة لضخ دماء جديدة في المجلس ورغم موافقة الكاظمي على الاتفاق فإنه تراجع ورفض بشكل مفاجئ من منطلق تخوفه من وجود جبهات معارضة داخل المجلس مستقبلا رغم تأكيدي أنني سأكون محايدا، واتحمل مسؤولية هذا التشكيل لكنه اصر على موقفه، والشيء الذي لم اكن اتوقعه ان الكاظمي كان يخشى من وجودي في المجلس رغم انه يعلم تماما من هو عبدالرحمن الدولة اذ سبق ان تعاملنا سويا على مر سنوات عديدة وكنت قد قلت له اسماء المرشحين رغم انني لم أكن ارغب الترشيح الا انه أصر على دخولي هو والاخ السبتي وقال سأترك النادي بيدك لأنني كثير السفر والمشاغل.
قلنا له أين يتجه العربي الآن برأيك؟.. قال:
- اعتقد ان الامور لو صارت بهذا الشكل فإن النادي العربي في طريقه الى نفق مظلم بعد ان اصبح الجو ملوثا وغير صحي بين الاعضاء وكل الامور فلتانة.
فشلت المصالحة
بادرناه بسؤال لماذا لم تقم بجهد لمحاولة الإصلاح؟.. فرد: قمت بمحاولات عديدة لرأب الصدع لكن للاسف لم تأت بشيء وجاءت عكس ما كنت اتمناه وباءت كل المحاولات للصلح بالفشل بسبب وجود شخصيات من مصلحتها استمرار هذه المشاكل والخلافات حتى يكون لها دور في النادي من منطلق السيطرة على القلعة الخضراء.
توجهنا له بالقول.. ان هذه المشاكل متراكمة من مجالس سابقة.. فما رأيك فيما يتردد؟.. أجاب:
- صحيح ان هذه المشاكل والسلبيات الموجودة حاليا لم تأت من فراغ دائما نتاج مجالس سابقة كانت مصابة بالسليبات والمجاملات ولا اعفي نفسي من المسؤولية لانني كنت في هذه المجالس امينا للسر لكن المشاكل كان لها حدود معينة لا تتعدى مرحلة الخطر كما هو الحال لكن علينا الآن ان نزيل هذه السلبيات خاصة ان استمرارها يشكل خطرا على الناس.
أبل له اسهاماته فلماذا الخوف منه؟
قلنا له.. لماذا تمسكت بوجود ياسر ابل؟.. رد بقوله:
- ياسر ابل له دور بارز داخل النادي باسهاماته المالية والادارية ولا احد ينكر ذلك لانه رجل ذو عقلية ناجحة ومتحمس لأبعد الحدود في خدمة النادي
دون ان ينتظر المقابل لكن كان يفضل ان يكون قريبا من القرار.. ولكن ما حدث قبل الانتخابات دفعنا للانسحاب سويا من خوض الانتخابات حرصا على وحدة ومستقبل النادي خاصة ان المجلس كان متخوفا من وجود ابل وخصوصا رئيس النادي الذي لا يريد لاي شخص لديه مقدرة مالية بان يصبح بجواره في مجلس الادارة.
نتيجة غير واقعية
هناك اكدنا للدولة ان قائمة الكاظمي اكتسحت الانتخابات ردد هو موافق على القول نظريا فقط بقوله: اريد ان اؤكد ان نتيجة الانتخابات الماضية لم تعبر عن رغبة العرباوية في اختيار هذا المجلس لان نصف اعضاء الجمعية العمومية لم يذهبوا للادلاء باصواتهم في صناديق الاقتراع وبالتالي فان هناك 50% من اصوات الاعضاء ترفض هذا المجلس ولغة الارقام تؤكد صدق ما اقوله لان الاعضاء عزفوا عن الاختيار وفضلوا البقاء في منازلهم كنوع من الاعتراض او عدم رضاهم على الانتخابات. قلنا له اذن من يتحمل مسؤولية هذه الاحداث وما جرى.. اجاب فورا:
رئيس النادي يتحمل الجزء الاكبر من المسؤولية لانه الربان الذي يقود ويلم شمل الجميع وكل زمام الامور في يده وبالتالي هو من كان يغير رأيه من موقع لاخر حتى ادى بنا الى ما نحن عليه.
صفاء النوايا
استفسرنا من الدولة عن الحل للخروج من هذه الازمة.. قال.
قبل ان نبدأ في ايجاد الحلول اللازمة لانقاذ النادي يجب على الجميع التكاتف بصفاء النوايا حتى نستطيع الجلوس على مائدة واحدة في جو من التفاهم والانسجام الاخوي واطالب مجلس الادارة من الان بالترفع على الصغائر حتى نمهد لانقاذ النادي فهو بيتنا جميعا. وأنهى الدولة حديثه بتقديم الشكر للأعضاء الذين زكوه لرئاسة القائمة وثمن ثقتهم الغالية به.
اما جاسم السبتي، احد المتمرسين في انتخابات القلعة الخضراء، واحد اشهر رجالات النادي، فقد تحدث عن جانب آخر نسبيا رغم انه اتفق على كل ما قاله عبدالرحمن الدوله واضاف انه كان مسؤولا عن الانتخابات منذ السنوات الماضية، ولم يحدث اي شيء يعكر صفوها، سوى الانتخابات الاخيرة التي شهدت تمزق وحدة النادي العريق بسبب تدخلات خارجية من اشخاص عرباوية ليس عندهم مصداقية واصبحوا مفلسين عرباويا، ويريدون الصيد في المياه العكرة، وكان هدفهم الوحيد زعزعة استقرار النادي وساعدهم على ذلك وجود المجلس الحالي برئيسه الذي كان يحلم ان يكون حتى عضوا في المجالس السابقة، لتسنح له الفرصة للجلوس بجوار احد اكبر رموز النادي العربي، واسطورة الملاعب الكويتية عبدالرحمن الدولة، حقيقة لقد فوجئنا بتغيير المواقف وتبدل التوجهات ووجدنا ان رئيس النادي الذي عملنا معه ودعمناه قد فقد طبيعته ومواقفه ولم يلتزم بوعوده وتناسى ما قاله، وبكل اسف، الغى وجود من ساهموا في ايصاله الى كرسي الرئاسة، وكان جزاؤنا هذا الطعن المكشوف في الظهر، ونذكر بأنه 'لو دامت لغيرك ما اتصلت اليك'.
العربي ليس للبيع
وواصل السبتي حديثه مؤكدا، ان ايا كان لا يستطيع تجبير النادي العربي لصالحه لمجرد توافر الاموال لديه، فمثل هذه القلعة الكبيرة ليست للبيع، حتى ان نجح البعض في شراء بعض ضعفاء النفوس في الانتخابات وحاول كسب ود بعض اعضاء مجلس الادارة بالسفر لاكثر من مرة، من هنا اجد نفسي ملزما لمخاطبة رئيس النادي بأسلوب آخر اذ انني لم اكن ارغب في الخوض في مثل تلك الامور، لولا التمادي الملحوظ في حق النادي، لذا اقول لرئيس العربي لم تكن مهيئا او مقبولا لرئاسة القلعة الخضراء اذ لم يلمس احد جهودك الواضحه علما بأن الرئيس هو قائد، والقائد يجب ان يكون قدوة للجميع، ورمزا للنادي ترى ما الذي فعله ويفعله الرئيس حتى يقتدي به الشباب؟.. مجرد الصرف؟!
وتطرق السبتي إلى موضوع انسحاب عبدالرحمن الدولة من الترشيح للانتخابات وقال: كنت اؤيد خروج الدولة وانسحابه من هذه المعمعة وذلك حرصا عليه وعلى وحدة النادي العربي، وهو ما لم يرفضه الدولة وبكل امانة ولكن من جهة أخرى مشيت في الطريق حتى أكتشف النوايا وقلت للكاظمي ان الجميع أنسحبوا باستثناء الدولة وحان الوقت لدخوله تفاديا لاي تفكك في النادي ولكن الرئيس رفض وبكل اسف حدث ما كنا نخشاه، عندما بدأت عملية تصفية بعض الحسابات والانتقام ممن عارض سياسة مجلس الادارة وبالمقابل تمت عملية الارضاء التي شاعت في العربي حيث بدأ ترضية المؤيدين بالتعيين في النادي، وتخطت المجاملات كل الحدود، اذ انني اعرف ان هناك عضوا قد عين ثلاثة افراد من اقاربه دفعة واحدة في النادي، واستبعد الآخرين ظلما لهذا فإن المجلس الحالي يجني نتائج هذه الافعال، واصبح معرضا دائما للنقد من قبل جماهير القلعة الخضراء.
لا للحل
سلاستفسار من السبتي عن مدى تقبله لحل مجلس الادارة مثلا او طرح الثقة فيه رد بعصبية نحن ضد حل مجلس الادارة او الاطاحة به، اننا ننتقد بقوة من اجل اصلاح المسيرة واعادة العربي لمساره السابق لذا نقول لا لحل مجلس الادارة، لانه متى ما حل المجلس فسيأتون لنا بمن هم خارج اسوار القلعة الخضراء، لتسلم زمام الامور 'وهنا لا طبنا ولا غدى الشر'.
وفجأة التزم السبتي الصمت وكان شكله يوحي بأن 'الماء يملأ فمه' فقلنا له اكمل ونحن معك في السمع والكتابة، ثم استطرد قائلا: ما يحيرني ويزعجني ويدهشني ان رئيس النادي الحالي علم وتأكد من ان بعض الاشخاص ومن ضمنهم رئيس سابق للنادي كانوا يقفون ضده ويتفوهون في حقه بالفاظ غير لائقة، ويحبكون روايات مسيئة في حقه لمجرد الطعن به، ومع ذلك لم يتخذ موقفا منهم، بل لجأ إلى مصافحتهم ووضع يده بأياديهم، ولا اعرف كيف تنازل عن حقوقه، وسمح لنفسه بالعمل مع هؤلاء؟!
ثم قال السبتي، ألم يكن رئيس النادي الحالي يسعى إلى إلغاء اسم المرحوم محمد الملا عندما رفض الاجتماع في ديوان الملا كعادتنا في كل انتخابات. هذا الرجل الذي كان له دور كبير في ايصال الرئيس الى منصبه ولم يكتف بذلك بل بدأ بمحاربة نجله صالح الملا، وذهب السبتي للقول انه على استعداد لاجراء اي مناظرة علنية مع اي عضو يشكك فيما قاله اليوم عن المجلس الحالي ورئيسه، مؤكدا على ان ما ذكره جزء من مسلسل الاوضاع المتردية غير الصحيحة في النادي.
رجالات النادي
بين الدولة انه وقبل كل انتخابات تعرض الاسماء على عدد من رجالات النادي لاخذ مشورتهم ومن هؤلاء الشيخ سلمان الحمود وعبدالعزيز الرومي وخليفة الرومي وجاسم سبتي واحمد عبدالصمد وكذلك ديوانية النادي التي تضم اشخاصا لهم آراء وكلمة خصوصا انهم عاشوا في النادي ولديهم المام بالكثير من الأمور.
عطاء الملا مستمر
تذكر جاسم السبتي الجهود التي كان يبذلها المرحوم محمد الملا في خدمة النادي العربي طوال تاريخه ومازالت مواقفه حاضرة في الاذهان حتى الآن لانه قدم اعمالا جليلة من دون ان ينتظر المقابل ومازال عطاء الملا ممتدا من خلال نجله صالح الملا الذي يعتبر خير خلف لخير سلف.
رفضوا سمير سعيد
كشف الدولة ان مجلس ادارة النادي العربي عرض على سمير سعيد نائب رئيس النادي السابق الاشراف على فريق كرة الطائرة وجاء رد سمير بالموافقة على الرغم من ابتعاده عن العمل الاداري نظرا لمشاغله وارتباطاته باعماله الخاصة وجاءت هذه الموافقة منه بخدمة النادي العربي من اي موقع الا ان المفاجأة صدرت من مجلس الادارة، اذ انهم طلبوا ذلك من سمير.. وعندما وافق.. ابدوارفضهم بالاغلبية لاسناد المهمة لسمير وكان من بين الرافضين رئيس النادي.. ولا نعرف الاسباب.. ولكن يبدو انهم كانوا يتوقعون ان يرفض سمير ذلك فيكونون قد قاموا بواجبهم.. الا ان موافقة سمير كشفتهم!
العصر الذهبي
اعتبر عبدالرحمن الدولة فترة الثمانينات والتسعينات افضل العصور الذهبية في تاريخ النادي العربي منذ تأسيسه سواء في البطولات والنجوم والتي جاءت نتيجة تكاتف ومحبة الجميع لبعضهم وقال الدولة انه لعب للعربي منذ عام 1960 بالفريق الاول مباشرا وانضم للمنتخبين الوطني ومنتخب العرب مرتين وانه خدم العربي لاعبا واداريا طوال 46 عاما.
مواجهة غير موفقة
أشار السبتي الى انه وبكل اسف كان قد اعلن تأييده لجمال الكاظمي وحرصه عليه وهو ما تسبب في مواجهته ضد صالح الملا وياسر أبل ويعقوب زينل ومع مرور الوقت اكتشف ان رئيس النادي متقلب وان الحق كان مع الأخوين اللذين سبق وان واجههما بأسلوب غير موفق.
موقف غريب..!
استغرب السبتي موقف رئيس النادي العربي حول محاربة يعقوب زينل احد انشط اعضاء الجمعية العمومية في النادي ونكرانه جميل هذا الرجل الذي كان له دور رئيسي في ايصاله الى منصبه، حيث كان زينل دينامو الانتخابات وله علاقات مميزة مع الجميع وكانت القائمة تعتمد عليه في الانتخابات السابقة بشكل اساسي وكبير.
غير مرغوب فيه
قال السبتي ان رئيس النادي العربي اصبح منتقدا بشكل كبير ودائم لانه ظهر في المباريات وخلفه شخص يحمل عصا لحمايته والتي لم يشاهدها من قبل مع اي رئيس مهما كان وضعه، مشيرا الى ان جمهور العربي لم يعد يتحمل مثل هذه التصرفات.
القبس 13/11/2006
|