كتب لطفي حنون: هناك شيء ما يحدث لفريق القلعة الخضراء شيء اكبر من هفوة مدرب أو تقاعس لاعب أو زلة ادارية. العربي هذا الموسم لا يظهر منه في المستطيل الاخضر سوى تماهي لون الاديم مع لون القمصان واثير يخبر عن فريق لقب بالزعيم في فترة كانت الزعامة والعربي وجهين لعملة واحدة.
تلك حكاية اخرى ومختلفة طويناها وفتحنا حكاية جديدة تخط حروفها باقدام اللاعبين.. حكاية يلفها مناخ الروايات البوليسية حين يظل المجرم لغزا حتى النهاية. اليوم هناك جريمة فنية تهز اركان القلعة الخضراء وتقوض اساساتها تدفع باتجاه مزيد من القلق والخوف بأن يسقط الاخضر ايما سقوط ويهوي الى حيث لا يستقر الكبار.. الى الدرجة الثانية ليعيد سيناريو 99 ـ 2000 وهو السيناريو الاكثر سوداوية في ذاكرة العاشقين للون الاخضر.
اذا ما الذي يحدث؟! لماذا هذا التهالك ولماذا هذا الانكسار؟! وما الذي تغير مع تساقط اوراق الزمن الى حين الضياع؟!
ليس هناك دلائل ظرفية أو مادية تشير بوضوح الى مكمن الخلل لكن هناك قراءات تدفع بالظنون لتستقر في العقل كاعتقاد ان هناك مجموعة عوامل تشكل معاول الهدم والانهيار يتشارك بها الجميع هي مجموعة محكومة بانعكاسات صراع اداري خالص لا يخفى على احد ويرخي بظلاله على الفريق، فيستظل به اللاعبون.. يتأثرون ويؤثرون فتصبح هناك حالة من الانقسام.. والولاء لم يعد للقميص الأخضر بل للاشخاص.
وعندما تتجلى هذه الحالة في الأوج فإن اللاعب يصبح مسؤولاً كما هي الإدارة التي تبحث في المكان عن الخطأ عن مسببات العطل!!فأقالت مدربين وعينت آخرين وعاقبت لاعبين وتغاضت عن آخرين فلم تتوصل إلى أن الاداء الذي يرتسم في الملاعب لا علاقه له بذلك. وعادت فدعمت الصفوف بلاعبين محترفين ومحليين دون ان يتغير من الواقع شيء!! هناك اذا ما يجب ان تنتبه اليه الإدارة لان العبرة في الادارة.
فإذا كان كل ذلك ليس كافيا لاحداث التغيير. أليس من الأولى ان يتم تغيير وجهة البحث والتقصي وسبر اغوار النفس لاكتشاف ما تواريه الاحشاء الإدارية ليكون العربي فوق الجميع تسمو النفوس به ويسمو بها.
نعتقد انه أمر يستحق العناء .. قبل ان يغلق باب التصحيح في وجه الباحثين ويغلق ملف القضية مقيدا من مجهول!!
الوطن
|