اليسار الداخلي
اليمين الداخلي

الثلاثاء 24 أبريل 2007 09:00 مساءً,

 

كتب :     

المشاهدات : 1583

 
   

كتب يوسف الشهاب: حين ينهض البطل من كبوة او عثرة اعترضت طريقه، فإن ذلك دليل على رفض هذه الكبوة ودليل على ان الابطال لا تأخذهم ظروف العثرات ولا يستسلمون لواقعها، مهما كانت التحديات والاسباب، لانهم مع البطولات صنوان لا يفترقان، وفي المقابل حين يسقط البطل سقوطا مخزيا، ولا يأبه بذلك السقوط ناسيا تاريخه المشرق وصولجان البطولات الذي كان لا يفارقه.
فإن ذلك دليل على 'اللامبالاة' وعدم التفرقة بين البطولة والانهيار الى ذيل القائمة، وكأن الشعور أوالاحساس قد مات في هذا البطل الذي تحول بارادته الى طوفة هبيطة، كل يقفز عليها ويتجرأ عليه بالضربة القاضية. النادي العربي، احدى قلاع الاندية الكويتية، ورمز من تاريخ رموزها الكبيرة، ولا يختلف اثنان على الدور البطولي الذي سجله هذا النادي في الميدان الرياضي، خصوصا في كرة القدم فقد اعطى هذا النادي نجوما للمنتخب الوطني وسجل انتصارات الهبت أكف جماهيره، وحتى جماهير الاندية الاخرى التي كانت ترى في هذا الفريق عنوانا بارزا في سجلات تاريخ الكرة الكويتية، التي هي الاخرى اصابها الترهل والشيخوخة، ايضا. منذ بداية الموسم الكروي وفريق النادي العربي في حال لا تسر صديقا ولا عدوا، هذا اذا كان في ميادين الرياضة اعداء، فكلما خرج من كبوة، اصابته اخرى من دون اي محاولة للنهوض، ولو من اجل اعادة، الهيبة الكروية التي سجلها تاريخه الطويل، وكأنه استسلم لليأس او افتقد الشعور بالمسؤولية تجاه الاسم الذي يحمله النادي وتجاه الفانيلة التي يرتديها كل لاعب. لا اظن ان الحال المؤلمة والمخزية التي وصل اليها هذا الفريق تعود الى الادارة، او الى المدرب والجهاز الفني، ومن يقل ذلك فما عليه الا النظر الى نتائج الفرق بالالعاب الاخرى في النادي، ولنذهب جميعا جدلا الى ما يقوله البعض حول الادارة والمدرب والجهاز الفني باعتبارهم وراء هذا الانهيار، والجواب عن ذلك ان الكبوة التي يعيشها الفريق كانت منذ بداية الموسم وقد استبدل المدرب بآخر والنتيجة 'تيتي تيتي' ومعنى ذلك ان الاسباب تكمن في بعض اللاعبين الذين فقدوا الاحساس بالمسؤولية، بل انهم اصبحوا لا يفرقون بين الانتصار والانكسار، لان المشاعر لديهم قد ماتت وتاريخ هذا النادي العريق لم يعد مهما في اذهانهم، وقد كان اسلافهم يبكون حين يتعرضون لهزيمة واحدة، وينهضون بعدها لاثبات الذات والوجود الكروي. ان ما يحتاجه الفريق في المباراة المقبلة على الاقل هو: صدق بالعطاء واصرار على الفوز، وتأكيد على ان العربي لا يزال حاضرا، اذا ما اراد، وكل ذلك لا يتحقق الا بالاداء المخلص، والرجولي، من اجل اعادة الابتسامة المفقودة منذ شهور من عشاقه وجماهيره. نغزة: ليس العيب في ان يسقط البطل، ولكن العيب ان يستكين للسقوط، وألا يحاول النهوض من جديد، فالصرح الكبير الذي يشيده هذا النادي في ميادين الكرة كان واقعا، واليوم قد هوى، واخزياه.. طال عمرك. القبس
 



التعليقات

لا يوجد تعليقات


إضافة تعليق

 الاسم
 عنوان التعليق
 البريد الالكترونى

 التعليق

 كود التأكيد