كتب عبدالله الفضلي: أكد العربي انه فريق من ذهب وهو «يمرض ولا يموت» وقد يغيب لفترة عن البطولات لكنه سرعان من ينهض من كبوته ويؤكد علو كعبه وينقض على منافسيه.
جاء فوز «الاخضر» بكأس ولي العهد بعد معاناة لازمته منذ انطلاقة الموسم وبعد سلسلة من النكسات محليا وخارجيا وصلت الى حد كبير من سخط جماهيره الغاضبة، التي طالبت برحيل الجهازين الفني والاداري وإبعاد بعض لاعبي الخبرة.
وتعرض الفريق لهزات كثيرة فنية وادارية وتمت إقالة المدرب نينالي والتعاقد مع المدرب البرتغالي راشاو الذي حاول تعديل الفريق، وكانت الدلائل تشير الى مزيد من المشكلات ومواصلة للعروض السلبية وعدم توفيق اللاعبين في أبطال آسيا وتعرض «الاخضر» للانكسار في سوبر الحساوي وكأس الخرافي وسقوط في الدوري.
واجتهد المدرب راشاو وحاول انقاذ ما يمكن انقاذه واصطدم بمطاردة الاصابات والأزمات للفريق من فترة لأخرى وإحباطات لانهاية لها.
تدنٍ وإيقافات
اصيب الأخضر بالارهاق وبمشكلات متعددة ومطالبة جماهيره بإصلاح العيوب بعد تدني مستوى الفريق ولاعبيه المحترفين وأوقفت ادارة الفريق بعض اللاعبين وابعدت لاعبي الخبرة عن التشكيلة الاساسية وأعطت الفرصة للوجوه الشابة واستبدلت جلد الفريق وكانت هناك حملة من الاصلاحات للعبور من مرحلة الانكسار الى الإنجاز والانتصار ومعالجة السلبيات.
شفرة حل العثرات
طبقت الادارة مبدأ الثواب والعقاب والابتعاد عن التبريرات والاصلاحات وأدى كل طرف (لاعبون وادارة ومدرب) أدوارهم على أكمل وجه فالباب السري وشفرة حل العثرات للفريق تمر عبر بوابة الالتزام والانتظام بالتمارين وهذا ما طبق على اللاعبين وطبق «الاخضر» بثوب جديد في بطولة سمو ولي العهد وظهرت مواهب تبشر بالخير لفريق العربي وللكرة الكويتية وبرز جراح زهير في خط الهجوم وعبدالله الشمالي في الوسط وحسين الغريب واحمد عبدالغفور وعلي مقصيد في الدفاع مع عودة وتألق نجمي خط الوسط خالد عبدالقدوس ومحمد جراغ، وابداع وتميز فراس الخطيب وتوهج خالد خلف.
إرادة حديدية
يشتهر «الاخضر» بارادة حديدية وعزم وإصرار لاعبيه خصوصا في أوقات الشدة أو الإحساس بالخطر وهنا تتجلى معادن الرجال وهذا الامر لا يتحقق بالأماني وإنما بالعمل الجاد.
ولعبت ادارة الفريق دورا كبيرا في خروج اللاعبين من قمقم هزائمه وسلك رئيس النادي جمال الكاظمي طريقة تربوية مع اللاعبين من دون تقديم الوعود البراقة وعقد الاجتماعات واللقاءات، انما كان مبدأ الثواب والعقاب الشعار الذي رفعه، وتقديم المجد وابعاد المتخاذل.
أثبت البرتغالي راشاو انه مدرب كبير ونجح في تكوين توليفة رائعة للفريق ومزجها بالشباب وخبرة الكبار وتصدر فرق المجموعة الاولى الحديدية في بطولة كأس ولي العهد وتخطى حاجز التضامن في الدور نصف النهائي وتوج تعبه وجهوده بالفوز بالكأس ويعود الفضل في ذلك لمؤازرة جماهيره الوفيه وادارة النادي التي وفرت كل عوامل الاستقرار للجهاز الفني وغرست روح البطولة في نفوس اللاعبين فضلا عن كفاءة الجهاز الفني بقيادة البرتغالي راشاو الذين نجح في صعود فريقه لمنصة التتويج بعد ان جهز اللاعبين فنيا وبدنيا للفوز في كل المباريات ليمتطي الاخضر صهوة الابداع بعد تميز اللاعبين الذين أوفوا بوعودهم وعبروا الصعاب من اجل التتويج.
قلعة الكؤوس
اثبت «الأخضر» انه فريق متخصص بالكؤوس وهذا ليس غريبا على العربي الذي عاد لنغمة الفوز والانجازات، لأن «الاخضر» لا يرضى الا بالمركز الاول ويترك المراكز الاخرى لخصومه، وإحرازه لقب كأس ولي العهد يمهد له الطريق لخطف بطولة كأس الامير لأنه عاد لتذوق نشوة الفوز.
المصدر: الوسط
|