خلال فترة السبعينات كانت الملاعب الكويتية مملوءة بالمهاجمين الهدافين، حتى ان البعض ممن لم يأخذ فرصته في ناديه وجدها في ناد آخر. وظهور هذا الكم الكبير من المهاجمين المميزين جعل البعض منهم لا يأخذ فرصته كاملة في صفوف المنتخب الوطني لكرة القدم الذي كان يضم مهاجمين كبارا جدا.
ومن تلك الحقبة الجميلة نتذكر علي الملا لاعب النادي العربي الذي بدأ مشواره مع «الأخضر» موسم 68، وكانت مباراة نهائي كأس أمير البلاد امام نادي الكويت بداية نجوميته وشهرته، حيث حول خسارة فريقه الى فوز حين سجل هدفي المباراة، لينضم إلى المنتخب الوطني عام 1971، مع المدرب بروشتش الذي قدم له فرصة ذهبية في دورة كأس الخليج الثانية في السعودية عام 1972، مع عناصر واعدة حينها: جاسم يعقوب وسعد الحوطي ومحمد شعيب وحمد بو حمد الذين كانوا يشكلون ثقلا كبيرا للمنتخب. وقد عرفته الجماهير الخليجية خلال هذ البطولة بعد تسجيله هدفا في مرمى المنتخب السعودي في اول مباراة له في مثل هذه البطولات.
وعلي الملا كان لاعبا فدائيا في ادائه، شرسا في الحصول على الكرة، تميز بأهدافه الرائعة بضربات الرأس الذهبية. فقد كان لا يهاب احدا، وكثيرا ما تعرض لإصابات متلاحقة، حتى انه خلال تدريبات فريقه اصطدم بالقائم، وتعرض لإصابة في الرأس.
وعلي الملا لعب مع ثلاثة اجيال مختلفة في ناديه، آخرها الجيل الذي حقق بطولة الدوري العام لكرة القدم، بعد ان غاب عشر سنوات عجاف، وحمل درع المسابقة بوصفه «كابتن» للفريق، ورغم ما قدمه هذا اللاعب لناديه والكرة الكويتية، إلا انه لم يحظ بمباراة اعتزال تليق بتاريخه الكبير، وقد ودع الملاعب في حفل بسيط جدا في مباراة جمعت العربي والنصر السعودي في البطولة الخليجية الأولى في دولة الكويت، وكل ما قام به هو تحية الجماهير دون المشاركة.
علي الملا بعد اعتزاله اتجه الى العمل الإداري، ثم ابتعد بشكل نهائي، حتى عن الإعلام الرياضي المقروء والمرئي، ولكنه يبقى من اللاعبين الكبار في تاريخ الكرة الكويتية.
الوسط
|