طلبت لجنة الحكام في الاتحاد الدولي لكرة القدم من الحكام المشاركين في نهائيات كأس العالم 2006 الانتباه لمهاجم انكلترا بيتر كراوتش ووجهت لهم تعليمات بمراقبة المهاجم العملاق جيدا بعد ان اشتكى مدربو المنتخبات في مونديال المانيا
من اسلوب لعب كراوتش خصوصا في الكرات العالية بحسب ما كشف الحكم الدولي الانكليزي السابق بول غراهام لاحدى القنوات الفضائية. وقال بول الذي أدار مباريات المونديال: ان «فيفا» أمر الحكام بان يركزوا على تحركات كراوتش وأن عليهم مراقبته لانه دائماً مايؤذي اللاعبين ولكنه يفلت من ذلك بسبب طوله الفارع.
وعرضت لجنة الحكام لقطات لكراوتش في مباريات انكلترا الاعدادية قبل المونديال الماضي بثلاثة اسابيع لتوضيح ان مهاجم ليفربول دائما يستخدم ذراعه. يبدو ان الدفاع عن الحكام لن يجدي نفعا دائما، لان ما فعله الحكم الدولي عطاالله جطلي في مباراة العربي والكويت اول من امس ضمن الجولة الـ 12 من الدوري الممتاز لا يشجع على التصدي لحملات الاداريين على الاداء التحكيمي بل يضطر المرء الى استذكار اداء جطلي في مباراة الاتفاق والهلال في نصف نهائي اندية مجلس التعاون الخليجي. يدرك «أهل الكرة» ان الحكم هو الشخص الوحيد في الملعب الذي لا يخرج فائزا بعد كل مباراة كما انه لا يحقق حتى التعادل في احسن الاحوال، وان الحكم لن ينال رضى مهما بلغ تألقه في المستطيل الاخضر وتأتي تلك القناعة لان الحكم اكثر الناس حرصا على اداء مهمته بشكل مثالي غير ان الوقوع في الاخطاء وارد ويأتي عادة من نقص في الإعداد او عدم تركيز من الحكم ومن الواجب لفت النظر اليها لمعالجتها حتى مع الاعتقاد الكامل بأن الخطأ البشري جزء من اللعبة وهو ما يضيف لها اثارة للفائز و«دراما» للخاسر. في لقاء الكويت مع العربي، فاز الأول بأقل جهد وخسر الثاني بعد ان كان الأكثر امتلاكا للكرة ووصولا للمرمى والأقوى روحا، ولا يمكن تجاهل ذكاء لاعبي الابيض فضلا عن تألق الحارس خالد الفضلي وطريقة اللعب التي ادار بها المدرب الكرواتي رادان اللقاء رغم التقاعس في اداء لاعبيه. ويجب على الابيض الاعتراف بأن الخروج بـ 3 نقاط مع الاخضر بعد هذا الأداء المتواضع هو صيد ثمين بالفعل.
وحملت المباراة أمرا غريبا للمدافع حسين الغريب فهو يتسبب للمرة الثانية على التوالي في خسارة فريقه بخطأ مباشر منه بعد ان افلت منه المحترف التونسي زياد الجزيري كما حدث في كرة تراخى فيها امام السالمية فاستطاع سعود سويد استثمارها وتسجيل هدف الفوز في مسابقة كأس سمو ولي العهد. وبعد ان تفاءل جمهور العربي بأحمد عبدالغفور وحسين الغريب في خط الدفاع في بداية الموسم، يشعر الآن بقلق كبير من اداء هذين الشابين لان الاخضر ينزف النقاط بسبب اخطاء فردية. ويبدو أن وقوف عبدالله الشمالي أمامهما في الملعب قبل إصابته كان عاملاً حاسماً في دعمهما وتألقهما بينما انكشف بعد غيابه.
ومن المناسب التأكيد على روح الغريب وعبدالغفور وادائهما القتالي الا ان الاثنين بحاجة للتعامل بذكاء مع الخصوم لان العرباوية يستغربون من رد فعل الغريب لدى استفزازه من الجزيري من دون ان يتحرك لفعل شيء ما تجاه التونسي. أما «عطا الله جطلي هذا فهو حكم محترم جدا « لكنه سمح للفوضى بدخول الملعب بعد ان بدا بعيدا عن جميع الكرات المشتركة التي استحقت الحزم في بداية اللقاء ما أسفر عنها «انفلات في الوضع الأمني» في الدقائق الاخيرة ثم تطور الامر الى اخراج 3 بطاقات حمراء. وهنا يجب ان يوجه جطلي اسئلة لنفسه اهمها: هل يستحق عبدالغفور جزاء مشابها للاعب الكويت وليد علي الذي «زنط» مدافع الاخضر مساعد عبدالله وألقى بجسمه عليه بعد ان نال بطاقة صفراء في الشوط الاول كان يجب لها ان تكون حمراء لتعمده الدخول بقوة على لاعب العربي علي مقصيد، ثم هل كان من الواجب رفع بطاقة صفراء مرة ثانية في وجه وليد علي بعد ضربه مساعد عبدالله أم ان الاجدر طرده مباشرة؟ ولابد من الاشارة الى ان وليد قام بفعلته بعد ان صفعه مساعد في الطريق وهو امر كان على جطلي الانتباه له بيد ان هذا لا يعفي وليد من اهمية ضبط اعصابه. واستكمالا لسلسلة الاخطاء، هل كان على جطلي الاكتفاء بإنذار مشعل حميد الذي عرقل عبدالغفور بطريقة بهلوانية لا تنطلي على حكم نبيه (الصورة) ام ان القانون كان يجيز طرد لاعب وسط الكويت الذي ارتمى بطريقة عدوانية على منافسه.
وبعيدا عن التحكيم، اثبتت المباريات الاخيرة ان خطورة الاخضر مرتبطة بحضور خالد خلف لانه منذ ان ابتعد عجز العربي عن تهديد خصومه جديا كما ان البحريني اسماعيل عبداللطيف لم يستغل امكاناته حتى اللحظة، عدا ذلك ما كان من الواجب اشراك فراس الخطيب واجهاده وهو قادم للتو من اداء فريضة الحج، اما حراسة المرمى فيجب على ادارة الاخضر التعامل بحكمة اكثر ونسيان يوسف الثويني ومحمد غانم ومنح الفرصة لصغار النادي من فرق الشباب والناشئين فيما اصبح لزاما على الجهاز الفني منح عبدالعزيز البنا فرصة كافية لحماية عرين الاخضر بعد ان ظهر غانم عصبيا والثويني متهورا.
الأخضر يعاني من الاصابات وزاد الطين بلة بطاقات جطلي الصفراء والحمراء التي وزعها احيانا مجانا ما يعني ان معاناة الفريق ستتضاعف بعد تراكم الاصابات والايقافات على فريق يحاول الجهاز الاداري بناءه من جديد بعد الاستغناء عن الحرس القديم في بداية الموسم وهو قرار يدفع الفريق ثمن عدم وجود قائد مثل أحمد موسى يناقش الحكم في قرارته ويخفف الضغط عن زملائه. أما لجنة المسابقات واختها لجنة الحكام، فعلى الاولى تشديد العقوبات والنظر الى الامور بدقة وحيادية وموضوعية لان العقوبات باتت تتفاوت مع تشابه الأخطاء في حين يجب على لجنة الحكام ان تسير على خطى لجنة الحكام في «فيفا» في تشديدها على مراقبة كراوتش، وتراقب زياد الجزيري عن كثب بعد ان تمادى في استفزاز اللاعبين مع تساهل الحكام معه رغم ادراكه ان ذلك لا يمر من دون عقوبة لو كان يلعب في فرنسا.
النهار
|