كتب صالح التركاوي : يبدو أن اتحاد كرة القدم الكويتي، لم تكفه المشاكل الداخلية المحيطة به من كل صوب، إضافة إلى مشكلته الأساسية مع نواب مجلس الأمة والفيفا حول تشكيل الاتحاد، ليتم اقحامه بمشكلة جديدة وفريدة من خارج الكويت وهو لا ناقة له فيها ولا جمل.
وكان المقصود إحراج وتوريط أعضاء اللجنة الثلاثية وذلك عندما قام جمال الكاظمي رئيس النادي العربي بعقد صفقة مع نادي الوحدة السوري، تفوح منها رائحة الفساد وهنا لا يوجد تفسير صريح لما قام به الكاظمي وما المصلحة من ورائها والتي يمكن تلخيصها بالشكل التالي.
بداية اللعب مع سورية
حاول نادي الوحدة السوري ضم لاعبي نادي الجهاد قصي حبيب وعبدالناصر حسن، الأول يلعب في المنتخب الأول والثاني في منتخب الشباب مقابل مليوني ليرة سورية »12 ألف دينار«. وذلك لأن النظام الأساسي الكروي السوري لا يسمح للاعبي المنتخب بالانضمام إلى فرق أندية الدرجة الثانية التي يلعب فيها الجهاد، ووقع الوحدة العقد مع اللاعبين يوم 2007/12/6، ولكون الجهاد لا يملك الحق بتسجيل اللاعبين أو نقلهم كونه من الدرجة الثانية، فقد لجأ الوحدة إلى اتباع أسلوب المحلل. ووجد ضالته في النادي العربي، حيث قام جمال الكاظمي بتوقيع عقد مع اللاعبين يوم 2007/12/20، أي بعد أسبوعين من توقيع عقد الوحدة، وطالب بنقل بطاقاتهما الدولية إلى الكويت، وتم إرسال البطاقتين يوم 27 يناير الماضي إلى الكويت، وفي اليوم التالي مباشرة، قام نادي الوحدة بمخاطبة الاتحاد السوري لمراسلة الاتحاد الكويتي لإرسال بطاقتي اللاعبين، كون العربي استغنى عنهما ، بحجة عدم الانسجام والتفاهم.
والمثير للشبهة أن العربي اتفق مع اللاعبين ووقع عقداً وهمياً بذلك وطالب بالبطاقات الدولية، وسجلهما في الكويت، ثم فسخ العقد بداعي عدم الانسجام والتفاهم، وهذا موثق واللاعبان لم يغادرا سورية، ولن تطأ أقدامهما أرض الكويت، فأي انسجام وتفاهم يطالب به الكاظمي، وقد بدا أنه وجد بعض الثغرات في قوانين ولوائح اتحاد كرة القدم، وقام بالعملية وخدع اللجنة الانتقالية، حتى يتمكن اللاعبان من الانضمام لفريق الوحدة.
وهنا لا يمكن الجزم بنية الكاظمي، الذي لم يعرف ماذا يدور في الاتحاد السوري لكرة القدم، حيث سجلت قضايا كثيرة للرشوة التي وقعت تحت الطاولة، لكي يصبح الاتحاد الكويتي هو المحلل، وكان الاتحاد السوري قد أرسل البطاقات الدولية للاعبين يوم 27 يناير الماضي، ثم خاطب الاتحاد الكويتي لاسترجاع البطاقتين، ومما يؤكد أن هناك أطرافاً عدة في عملية التزوير وعدم اطلاع أمين السر السوري على التطورات الحاصلة في الكويت، حيث قام في بادئ الأمر بتوجيه الكتاب إلى أمين سر الاتحاد الكويتي ناصر الطاهر يوم 4 فبراير الحالي، وهو لا يعلم أن الطاهر خارج الاتحاد منذ عام، ثم عاد أمين سر الاتحاد السوري توفيق سرحان بتصحيح الخطأ بعد ثلاثة أيام ليوجه كتاباً آخر إلى سكرتير اللجنة الانتقالية وائل الحبشي.
وانكشف أمر التزوير الأسبوع الماضي، في مباراة الوحدة مع الجيش في إياب الدوري السوري، حيث فوجئ الجميع بمشاركة اللاعبين في صفوف الوحدة.
سؤالنا البريء للأخ جمال الكاظمي، ما الهدف الذي أراد تسجيله أو تحقيقه من خلال المشاركة في هذه اللعبة؟ وربما نسي الكاظمي أنه يمثل مجلس إدارة يضم 11 عضواً وأنه لا يحق له التصرف بشكل فردي في التوقيع على عقود باسم النادي العربي وعلى الأوراق الرسمية، دون الرجوع لزملائه في مجلس الإدارة. وختاماً المطلوب تفعيل قوانين اتحاد القدم في الكويت حتى لا يتم التحايل عليها مثلما فعل الكاظمي.
الشاهد
|