كان أحد الصالحين يمشي حول الحرم المكي الشريف وإذ به يجد رجلاً يردد بصورة مستمرة: «اللهم أخرجني من الدنيا مسلماً»، حتى استغرب الرجل الصالح الذي قال للداعي:
«مالك تردد دعوة واحدة خلال تواجدك هنا»، فرد قائلاً: «كان لدي أخوان اثنان؛ عملا مؤذنين أولهما 40 عاماً والآخر 30 عاماً، وعندما حضرتهما الوفاة قالا للجالسين أعطونا مصحفاً، وإذ بهما يمسكانه ويقولان: إننا بريئان من هذا القرآن»، وخرجا من الدنيا بسوء الخاتمة وذلك لأنهما يتتبعان عورات النساء بالرغم من أنهما كانا مؤذنين في المساجد.
إن النادي العربي أو الملقب بـ «الزعيم» أصبح في حيرة من أمره، بل إن أوضاعه أصبحت أسوأ من ذلك بسبب الصراعات الفتاكة والأمور التي تحاك في الخفاء من محاولات قذرة لإسقاط النادي والقائمين عليه، من خلال القضايا التي تثار لحل مجلس إدارة النادي.
إن القلعة الخضراء ليس بحاجة إلى مثل هذه الأمور، ولاسيما أنها تهوي إلى القاع من جراء بعض التصرفات الغريبة، أبرزها القرار الأخير الذي أصدرته الإدارة بفسخ عقد اللاعب الليبي أحمد المصلي بعدما أكدت الإدارة -حسب قولها- أن المصلي لم يكن جيداً ولم يقدم المستوى المطلوب منه، وكأن الجهاز الفني بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه راشاو لم يطلب ضمه بعدما صنع هدفاً وسجل آخر في مرمى كاظمة في إطار بطولة كأس الاتحاد.
أخطأت إدارة الأخضر، حيث أغلق اتحاد الكرة باب تسجيل اللاعبين المحترفين بعدما فرط بالعماني طلال خلفان وبالليبي أحمد المصلي، حتى خُيل لنا قياساً لتصرف الإدارة العرباوية أنها «لعبة» أرادوا الخوض بها لأنهم غير قادرين على دفع رواتب هذين اللاعبين.
إذا بقي النادي العربي على حاله هذا فسوف يضع نفسه في مصيدة «الكراهية»، فجماهير الأخضر غاضبة على الفريق الأول حتى أصبحت تطالب بتغيير مجلس الإدارة لأن الفريق أصبح «مطقاقة» لأغلب الفرق، ووصل به الحال إلى أن يفكر في كيفية الخروج من الموسم ببطولة واحدة.
النادي العربي يمر بمرحلة تاريخية لم يصادفها من قبل بعدما تفرق رجالاته ونسي صولاته وجولاته، خصوصاً أن حرب البيانات والتراشق بالتصريحات بين رئيس النادي جمال الكاظمي وأمين السر السابق بالنادي عبدالرحمن الدولة أظهرت التفكك الذي يعانيه الأخضر.
التربص الحاصل الآن في القلعة الخضراء من قبل البعض، سيؤثر على النادي الذي بعدما كان زعيماً أصبح «عقيماً»، بفضل المشاحنات لدرجة أن معظم رواد الديوانية العرباوية عزفوا عن الحضور، رغم أنهم كانوا في وقت سابق يتطلعون لتسجيل حضورهم اليومي وفاء للنادي العربي.
على الكاظمي أن يجمع رجالات النادي تحت قبة واحدة يستمع بها إلى جميع الأطراف حتى لو كانت تسعى للإطاحة به، فالاستماع أمر يحبذه «الحكام» لتفهم ما يدور في الخفاء والاقتراب من أعضاء الجمعية العمومية أكثر من خلال تنفيذ مطالبهم.
المشكلة التي يجب أن يضعها الكاظمي نصب عينيه ويحاول حلها هي كيفية إرضاء جماهير الأخضر باستدعائه كبارهم والوصول إلى حل معهم فيما يخص الفريق الأول وإمكانية حل مشاكله.
أخيراً:
اللهم إني أعوذ بك من غضبك وسوء الخاتمة
اوان
|