خيّم الحزن منذ عدة مواسم على القلعة الخضراء التي تعاني كثيراً من تذبذب مستوى الفريق الاول لكرة القدم، فالأخضر الآن اصبح بلا هوية وكأنه يلعب لتأدية الواجب، فقد كان اقوى الفرق الكويتية في الماضي واكثرها احرازاً للألقاب المحلية ومن اقوى الفرق الخليجية.
حيث كانت جميع الفرق المحلية والخليجية والعربية تحسب له الف حساب قبل مواجهته اما الآن فالاخضر يعاني كثيراً واخذ مستواه بالهبوط منذ عدة مواسم، وبدأ يخسر هويته كفريق بطولات حتى اصبح يصارع من اجل البقاء ضمن اندية الدرجة الممتازة، وقد كان قريباً جداً من الهبوط الى الدرجة الاولى في الموسم الماضي، لذلك بدأت جماهيره بالعزوف عن حضور مبارياته لنتائجة السلبية رغم انها الاوفى بين الجماهير الكويتية.
سؤال واحد هو ما يردده كل محب للقلعة الخضراء وهو، ما سبب تدني المستوى بالشكل الذي نراه؟ ولِمَ سكوت القائمين وعدم ايجاد الحلول لهذه المشكلة المزمنة.
أسباب
هناك عدة اسباب لهذا الفشل المنقطع النظير للزعيم الاخضر كل منها يكمل الآخر أدت الى سقوط العربي في منحدر
صعب الهروب منه.
الكل يعلم ان الاخضر يملك اسماء جيدة تملك امكانيات عالية لو توفرت لها كل العوامل المساعدة وأُعطيت الفرصة والصبر لاستطاعت النهوض بمستوى الفريق من جديد والحصول على الالقاب وارجاع هيبة الزعيم التي سُرقت منه ولكن ما يبخّر مجهود هؤلاء اللاعبين هو عدم وجود الاستقرار في الاخضر وعدم ثبات التشكيل الاساسي، فكلنا يعلم ان الاستقرار في تشكيل الفريق لأكثر من موسم ووجود لاعبي الخبرة هو ما يعطي نتائج جيدة لأي فريق، ولكن ما يحدث بالقلعة الخضراء حالياً من الصعب تفهّمه، فقد قامت بالاستغناء عن اكثر لاعبي الخبرة واحداً تلو الآخر ولم تستقر على تشكيل ثابت للفريق في مباريات ما أدى الى عدم تجانس وتفاهم اللاعبين مما جعلهم صيداً سهلاً لجميع الفرق، الضعيفة منها قبل القوية، بالإضافة الى التخبطات في اختيار اسماء المحترفين فلم تأتِ بمحترفين ذوي مستوى عال قادرة على مساعدة الفريق وتطوير اللاعب المحلي من خلال احتكاكه بهم، بل ان اغلب ما جلبت من محترفين هم ادنى مستوى من اللاعب المحلي بكثير وكانت تأتي بأكثر من محترف يشغل نفس المركز وهي تملك لاعبين جيدين في هذا المركز وتتناسى نقاط الضعف التي يعاني منها الفريق، فلا أعلم ما السر وراء التعاقد مع المهاجم الليبي احمد المصلي رغم وجود النجم خالد خلف والبحريني اسماعيل عبداللطيف والنجم السوري فراس الخطيب فجميع هذه الاسماء تقوم بنفس الادوار ولا يوجد بالفريق «رأس حربة» صريح.
عدم الاستقرار
ومن ناحية اخرى يعاني الاخضر من عدم الاستقرار على مدرب قادر على قيادة الفريق، فلو رجعنا بالذاكرة الى الخلف لوجدنا انه يقود الاخضر في كل موسم مدرب جديد وتتم إقالته في منتصف الموسم والاستعانة بخدمات الوطني محمد كرم او الوطني الآخر خالد خلف، ومن النادر ان يبقى مدرب في قيادة الفريق الى نهاية الموسم، فكيف يستطيع مدربو الاخضر معرفة اوضاع الفريق وقدرات ومهارات اللاعبين وتحقيق نتائج ايجابية في وقت قصير، رغم ان الاسماء التي تولت تدريب الاخضر لها وزنها ولها انجازاتها مثل البرازيليين سبستياو لازاروني وبادو فييرا.
وكذلك تعاني القلعة الخضراء من تدني مستوى العاملين في الجهاز الاداري، فهذا الجهاز يلعب دوراً كبيراً وحساساً في اي فريق صغيراً كان او كبيراً، فيجب ان يكون العاملون به على اعلى المستويات حتى يحصد الفريق الانجازات.
ومن خلال دراسة أعدتها «أوان» اتضح لنا ان السبب الأكبر الذي يعانيه الاخضر هو وجود خطأ كبير في الجهاز الإداري الذي يجب ان يطاله التغيير سريعاً قبل خوض منافسات بطولة كأس الامير، حتى تعود الروح المعنوية للاعبين ويدخل الفريق لهذه البطولة بحلة جديدة لإنقاذ مايمكن إنقاذه من بقايا الشتات الخضراء، على أن يقع الاختيار على اسماء لها تاريخ كبير وانجازات، كأن يتم اختيار لاعب سابق او إداري سابق له انجازاته وان يكون ملمّا بكل ما تعانيه القلعة الخضراء حتى يستطيع بخبرته التقرب من نفسيات
اللاعبين والتعامل معهم بمعاملة اخوية بدلاً من معاملة الكلية العسكرية التي يُعامل بها لاعبو الفريق حالياً.
وينك يا سمير ؟
افتقدت القلعة الخضراء احد ابرز مدراء الكرة في تاريخ النادي في السنوات الماضية وهو سمير سعيد، الذي ابتعد بسبب الخلافات والصراع الاداري داخل اجواء النادي وتفرغ للعمل التجاري.
ان النادي العربي بحاجة الى «بو علي» فهو الوحيد القادر على إعادة الأصفر الى مكانته من جديد في حال رغب الكاظمي به.
جريدة اوان
|