«حسافة» على الفرصة الثمينة التي كان بإمكان منتخبنا الوطني لكرة القدم أن يستغلها ليخرج بفوز غال بدلاً من يجهد لانتزاع تعادل مع ضيفه الإيراني 2-2 في مباراة صاخبة أقيمت مساء أمس على استاد نادي الكويت في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الخامسة من الدور الأول للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2010.
وحصد الأزرق نقطته الأولى في المجموعة وحافظ على حظوظه في المنافسة إلا أنه مازال في المركز الأخير خلف إيران وسوريا المتقاسمتين الوصافة برصيد نقطتين لكل منهما وتسبقهما الإمارات المتصدرة (4). وتنتظر الأزرق مهمة صعبة في ضيافة شقيقه السوري في الجولة الثالثة يوم الثاني من يونيو المقبل ولا بديل لديه من العودة من دمشق بصيد ثمين وإلا تأزم موقفه.
ووجد الأزرق وجماهيره التي ملأت مدرجات الاستاذ عن آخرها، انفسهم في مأزق وورطة غريبة للغاية لان منتخبنا تأخر بهدفين في اول 4 دقائق للقاء في سابقة غير معهودة، اذ وصلت كرة عالية الى المهاجم الايراني علي رضا فسددها اكروباتية رائعة «دبل كيك» من بين مدافعين اثنين لتخدع الحارس خالد الفضلي، وتدخل شباكه في الدقيقة الثاني من الشوط الاول. ولم يكن الازرق يستفيق من صدمته حتى تلقى هدفا ثانيا بطريقة غريبة جدا عندما ارسل المدافع سيد جلال حسيني الكرة من ركلة حرة بالقرب من منتصف الملعب تقريبا الى عمق منطقة الجزاء فخرج الحارس الفضلي من مرماه لالتقاطها من امام المدافع حسين فاضل وعلي رضا فخدعته ومرت من فوقه لتستقر في المرمى الخالي في الدقيقة الرابعة.
واستغل احمد عجب خطأ دفاعيا من سيد جلال حسيني الذي حاول ارجاع كرة عالية برأسه الى زميله الحارس سيد رحمتي اسكوبي فخطفها عجب وسددها داخل الشباك في الدقيقة 38.
وقبل انتهاء المباراة بحوالي 8 دقائق، منح البديل فهد الرشيدي التعادل للازرق اثر كرة عرضية من محمد جراغ الى داخل منطقة الجزاء الايرانية اخفق احد المدافعين في ابعادها لتجد رأس الرشيدي الذي ارسلها الى الزاوية اليسرى الارضية لمرمى رحمتي.
«ما بني على خطأ فهو خطأ»
رغم الاخطاء التي لا تغتفر لدفاع الازرق وحارس مرماه خالد الفضلي المسؤولين عن الهدفين المبكرين، الا ان ما افرحنا كان الروح العالية والاداء الرجولي الهجومي للاعبي منتخبنا الذين اعادوا ثقتنا فيهم وقدموا مستوى جيدا واضاعوا فرصاً بالجملة في الشوط الثاني الذي سيطروا عليه وكان بامكانهم ان يخرجوا فائزين خصوصا وان المنتخب الايراني بدا امس ظلاً لذاك المنتخب «المرعب» الذي تعودنا عليه.
ما جرى امس له ضلعان في المسؤولية وهما المدرب رادان من جهة والحارس الفضلي والدفاع من جهة اخرى.. فالمدرب الكرواتي طبق المثل القائل «ما بني على خطأ فهو خطأ، اذ كيف له ان يدخل مباراة مهمة ومصيرية بتشكيلة تخلو من كل مقومات الهجوم والفوز وكأنه يلعب للتعادل او لقاء تجريبي!! فهد الرشيدي الضخم البنية والمناسب للدفاع الايراني طول القامة واحد نجوم الدوري السعودي القوي هذا الموسم كان على مقاعد الاحتياط مع زميله الخبير بدر المطوع والسريعين وليد علي وصالح الشيخ.. امر لافت وسؤال نوجهه برسم رادان، لماذا ابقيتهم كبدلاء وانت بحاجة للهجوم وتعويض سقوطك الكبير امام الامارات في الجولة الاولى؟ بم تبرر اختزانك للقوى الهجومية الممثلة بالعناصر الاربعة المذكورة (مع احترامنا لباقي زملائهم الاساسيين والاحتياطيين) على دكة الاحتياط؟ وعندما بادر رادان مع بداية الشوط الثاني بادخال المطوع ووليد بدلاً من خالد خلف وعلي مقصيد على التوالي، تغير وجه الازرق واشتعلت ارض الملعب بحماس كويتي فياض ورغبة جامحة في الهجوم والفوز وبلغت مداها بدخول فهد الرشيدي بدلا من ابراهيم شهاب، وبدا المنتخب الايراني اشبه بحمل وديع لم يستطع ايقاف المد الازرق عليه «حسافة» يارادان على اسلوبك وافكارك وبدايتك الخاطئة التي جعلتنا نجاهد لإصلاحها!
أين الإعداد النفسي؟
سؤال مهم قفز الى ذهننا فور تأخرنا بهدفين في اول 4 دقائق، اين الاعداد النفسي للاعبين قبل بداية المباراة؟ لقد دخلوا اللقاء برهبة وارتباك بدت بوادرها بسرعة وللاسف في خط الدفاع وحراسة المرمى لان الخوف من اسم المنتخب الايراني كان لافتا وكلفنا هدفين لو لم يدخلا لكان هناك كلام آخر في المباراة، هذا الارتباك والرهبة مرده الى غياب الاعداد النفسي وتقصير واضح في تهيئة اللاعبين قبل المباراة بضرورة ان يدخلوها بحماس وتصميم على الفوز كالذي بدأ يغزو هؤلاء بدءا من منتصف الشوط الاول حيث اكتسبوا ثقة بجرعات تزايدت شيئا فشيئا حتى سيطروا على مقاليد الامور، فيما بعد.
هذه النقطة المطروحة تدل على تقصير مهم سببه فني واداري لان المباراة تقام على ارضنا وبين جماهيرنا حتى لو كان الخصم بحجم المنتخب الايراني.
«دفرسوار» دفاعي
احدى النقاط السلبية التي تعود مسؤوليتها الى رادان ولاعبيه معا هي الاخطاء الدفاعية التي كلفتناهدفين وكادت تجعلنا نخرج مهزومين في الدقائق الخمس الاخيرة من اللقاء بعد فورة هجومية ايرانية ضاع على اثرها فرص خطيرة وعديدة للضيوف، الذي تفننوا خلالها في اختراق منطقتنا الدفاعية التي بدت مليئة بالمساحات الخالية وضعف الرقابة والتقصير الواضح لرباعي الدفاع في الالتزام بواجباته والارتداد الى الخلف لتغطية مراكزه اضافة الى الاخطاء العديدة على مهاجمي المنتخب الايراني امام منطقة جزائنا حيث كلفتنا عددا من الركلات الحرة المباشرة (عدد يفوق المعدل الطبيعي) والتي لو كان لدى الضيوف من يجيد استغلالها لوقعنا في ورطة!
خط الدفاع كان «دفر سوارا» بكل ما للكلمة من معنى والدليل على ما ذكرناه، اضافة الى الهدفين، وكلاهما يشير الى سوء تفاهم بين حارس المرمى وزملائه المدافعين استغله الايرانيون الذين خرجوا بتعادل «رابح» بتشكيلتهم المهزوزة والعامرة بالاخطاء والعاجزة عن الاداء الرجولي، وكل افرادها كانوا داخل «المستطيل الاخضر» افضل من «طائرة ايرباص»!
ادار اللقاء الحكم الاسترالي ماثيو كريستوفر بريز وعاونه مواطناه ماثيو جيمس كريم وجايسون بول بادر، وانذر الحكم محمد راشد الفضلي ويعقوب الطاهر وابراهيم شهاب (الكويت) ومسعود شجاعي وابراهيم صادقي ومهرزاد معدنجي (ايران). وطرد الحكم مساعد ندا بالبطاقة الحمراء لدخول خاطئ على احد اللاعبين الايرانيين.
عجب: حققنا التعادل بالروح القتالية للاعبين
اشار احمد عجب الى ان لاعبي الازرق فوجئوا في البداية بالهدفين اللذين مني بهما مرمى المنتخب وكانا في وقت مبكر، مما اثر على نفسياتنا وادائنا في البداية، ولكن تحسن اداؤنا تدريجيا واستطعنا العودة الى اجواء المباراة بفضل الحماس والروح القتالية موضحا ان هذه تعتبر بداية للازرق الذي سيتأهل اذن الله الى المرحلة المقبلة.
المطوع: فرصتنا في التأهل قائمة
قال بدر المطوع: قدمنا مستوى طيبا في المبارة خاصة في الشوط الثاني ولكن الدقائق الخمس الاولى من المباراة كلفتنا الكثير بعد ان مني مرمانا بهدفين، مشيرا الى ان فرصة الازرق ما زالت قائمة في التأهل بشرط الاستمرار بهذه الروح وتحقيق الفوز في المباريات المقبلة.
رادان: كان بإمكاننا الخروج بنتيجة أفضل
هنأ رادان مدرب الازرق اللاعبين على المستوى الرائع الذي قدموه في المباراة، وقال ان المباراة تعتبر غريبة بعض الشيء منذ بدايتها بعد ان تلقى مرمانا هدفين خلال خمس دقائق من بداية المباراة، مما ادى الى حدوث ارتباك شديد لدى بعض اللاعبين، وخصوصا في خط الدفاع، ولكن الروح عادت تدريجيا واستطعنا تقليص الفارق في الشوط الاول، ولعبنا بطريقة هجومية في الشوط الثاني ولم نستغلها جيدا، ولو كان هناك بعض التوفيق لربما خرجنا بنتيجة افضل.
وأضاف: كنا حريصين على ان لا يمنى مرمانا بهدف ثالث، خصوصا في الدقائق الاخيرة من المباراة، واشار الى ان الفرصة ما زالت سانحة لنا لبلوغ المرحلة المقبلة والتأهل.
دائي: أفضل مباراة للأزرق منذ سنوات
أشار علي دائي مدرب المنتخب الايراني الى ان فريقه كان الافضل في المباراة وتمكنا من تسجيل هدفين في بداية اللقاء وكان الهواء مساندا للفريق، لكن كانت هنالك بعض الاخطاء من المدافعين استغلها مهاجمو المنتخب الكويتي وتمكنوا من التسجيل.
وقال ان الحكم لم يركز في رمية التماس التي احتسبها للمنتخب الكويتي وجاء منها الهدف الثاني لأنها بالاصل كانت لمصلحة المنتخب الايراني وكان ذلك واضحا وامام مساعد الحكم ايضا.
واضاف ان المنتخب الايراني كاد يسجل الهدف الثالث لولا سوء الحظ الذي لازم اللاعبين.
وقال ان التعادل يعتبر غير عادل وكان من المفترض ان نخرج فائزين في المباراة رغم انها خارج ارضنا.
واشاد دائي بالمنتخب الكويتي وقال: هذه افضل مباراة اراها للازرق منذ سنوات.
رادان مُقال ضمنياً ولومير الأوفر حظاً
أفاد مصدر موثوق في لجنة التدريب باتحاد الكرة لـ «القبس» ان اللجنة اتخذت قرارا ضمنيا تعزز بعد لقاء الامس بالاستغناء عن خدمات رادان كمدرب للازرق، مشيرا الى ان اللجنة ستحدد خلال اليومين المقبلين موعدا لاجتماع ستعقده قريبا لمناقشة التقريرين الفني والاداري عن المباراة ومناقشة اخطاء المدرب الكرواتي.
واضاف المصدر ان اللجنة بدأت بالفعل تلقي عروض سير ذاتية لمدربين عالميين، واكد ان الفرنسي روجيه لومير مدرب المنتخب التونسي الحالي والذي ينتهي عقده في يونيو المقبل (دون تجديد) هو اقرب المرشحين لقيادة الازرق، فيما تبقى من التصفيات ان العائق سيكون ما سيطلبه المذكور ماليا، خصوصا انه وافق على الحضور الى الكويت ضمنيا وفسخ عقده وديا مع تونس قبل انتهائه اذا توصل الى اتفاق مع اتحاد الكرة.
عجب أفضل لاعب
حصل أحمد عجب على جائزة افضل لاعب في المباراة، ويأتي هذا الاختيار من قبل الاتحاد الاسيوي لكرة القدم، وتقدم جوائزه احدى الشركات الراعية للتصفيات.
راشد تعرض لتشــنــج عصــبي
تعرض اللاعب محمد راشد الفضلي لتشنج عصبي عقب نهاية المباراة وسقط على الأرض لفترة، ثم تلقى حقنة من طبيب المنتخب عبدالمجيد البناي، وتحسنت أحواله. سلامات وما تشوف شر يا الفضلي.
تابعوا اللقاء
تابع اللقاء الشيخ طلال الفـــهد رئيـــــس نادي القادسيـــــة وعصام جعفر نائب مدير عام الهيئة العامة للشباب والرياضة كمــــــا حضر ناصر الطاهر امين سر الاتحـــــاد الكــــــويتي لكــــــرة الــــــقدم الــــــــسابق.
المباريات المتبقية في المجموعة
الجولة الثالثة:
2 ــ 6: سوريا X الكويت، وإيران X الامارات
الجولة الرابعة:
7 ــ 6: الامارات X ايران
8 ــ 6: الكويت X سوريا
الجولة الخامسة:
14ــ 6: سوريا X ايران، والكويت X الامارات
الجولة السادسة الاخيرة:
22 ــ 6: ايران X الكويت، والامارات X سوريا
نتائج الجولة الثالثة
نيقوسيا – ا ف ب – في مايلي نتائج مباريات الجولة الثانية من منافسات الدور الثالث ضمن التصفيات الاسيوية المؤهلة الى مونديال جنوب افريقيا عام 2010:
المجموعة الاولى:
قطر x العراق (2 ــ صفر).
الصين x استراليا (صفر ــ صفر).
المجموعة الثانية:
تايلند x عمان (صفرــ 1).
البحرين x اليابان (1ــ صفر).
المجموعة الثالثة:
تركمانستان x الاردن (صفر ــ 2).
x كوريا الشمالية x كوريا الجنوبية (صفر ــ صفر).
المجموعة الرابعة:
سنغافورة x لبنان (2 ــ صفر).
اوزبكستان x السعودية (3 ــ صفر).
المجموعة الخامسة:
سوريا x الامارات (1 ــ 1).
الكويت x ايران (2 ــ 2).
مؤازرة جماهيرية كثيفة
حضر اللقاء جمهور غفير ملأ استاد نادي الكويت وقد شجعت جماهير الازرق منتخبنا بحرارة طوال المباراة، كما حضر عدد كبير من الجالية الايرانية وجلست خلف المرمى من جهة اليسار من المدرج الهلالي.
مبادرة طيبة من علي محمود
يستحق مشرف المنتخب علي محمود كل الثناء والتقدير على موقفه المشرف الذي تمثل بتأجيله العملية الجراحية التي كان من المفترض ان يجريها قبل حوالي اسبوع في قدمه اليسرى نتيجة تعرضها للكسر، حيث فضل محمود اجراء العملية عقب مباراة الامس وذلك حتى يتسنى له اداء عمله على اكمل وجه مع المنتخب، وكان محمود طوال الفترة الماضية يتكئ على عكازين، وسوف يجري العملية المقررة له خلال اليومين المقبلين و«القبس» تتمنى للمشرف الخلوق علي محمود الشفاء بإذن الله.
للمزيد من الصور اضغط هنا
التقرير : جريدة القبس
تصوير : محمد العوضي
|