كتب صادق الشايع: في صبيحة أحد ايام مايو 1997 صحت الكويت على خبر تصدر الصفحات الاولى من الصحف الخمس.. خبر افرح العرباوية بقدر ما احزن القدساوية »فيصل بو رقبة ينتقل الى العربي رسميا«.
كيف.. ولماذا.. واين.. ومتى.. ومن وراء كل ذلك؟ اسئلة لم تجد لها جوابا، كما لم تجد رنات هاتف منزل مسلط بورقبة في صباح السالم من يرد عليها في ذلك اليوم وما تلاه من ايام.
قال القدساوية: »لن نسكت« ورد عليهم العرباوية »قضي الأمر« وطويت صفحة القضية مع اول مشاركة للمهاجم الشاب بالرداء الاخضر وبعد ايام قليلة كان هو نفسه من قاد العربي لاحراز درع الدوري ـ التي انسحب منها ناديه السابق القادسية ـ عندما سجل هدف الفوز الثمين على النصر في المباراة النهائية.
7 ألقاب هي حصيلة بو رقبة مع العربي على الرغم من الفترة القصيرة نسبيا التي شارك فيها بصفوفه فتارة يغيب بسبب الاصابة التي ما انفكت تلازمه وتارة اخرى تشغله دراسة الحقوق في الجامعة عن ممارسة هوايته والمشاركة مع الاخضر حتى كان القرار الحاسم.. الاعتزال المبكر في سن الـ 27.
بدأ بورقبة حياته الكروية صيف 1986 عندما انضم لبراعم القادسية بتوصية من عمه محسن بورقبة لاعب الاصفر السابق ومن فريق الى اخر ومن درجة الى اخرى اثبت فيصل انه مشروع مهاجم واعد حتى وقعت عليه عينا المدرب العالمي لويس فيليب سكولاري الذي دفع به في لقاء العربي في كأس الاتحاد 1993 فسجل هدف الفوز وبدأت الجماهير القدساوية تسأل عن هذا المهاجم القادم بقوة.
لفيصل بورقبة قصة مع النادي العربي وبعيدا عن انتقاله لصفوفه المثير للجدل حتى الآن.. كان فيصل يتألق امام الاخضر بالذات ويروي شخصيا كيف انه لم يفوت لقاءً ضد الغريم التقليدي في مرحلة الاشبال والناشئين والشباب دون ان يهز شباكه بهدف او اكثر وعندما صعد للفريق الاول استمرت هذه العادة حتى بات أسرع من سجل هدفا في لقاءات الديربي على مدى تاريخها عندما باغت احمد جاسم حارس العربي بهدف في الثانية 18 من عمر لقاء جمع القطبين في 10 ابريل 1996، وفي المقابل لم يكتب له ان يسجل ولو هدفا وحيدا في مرمى القادسية وربما لم تطاوعه قدماه على ذلك.
عندما سُئل بورقبة عن ظروف انتقاله إلى العربي والاسباب التي حدت به لاتخاذ القرار الاصعب بالنسبة لجميع لاعبي الغريمين التقليديين اكتفى بالقول بانها »مسألة كرامة«.. ومن يعرف بورقبة جيدا يدرك تماما بان النجم الذي وصفه المدرب التشيكي ميلان ماتشالا بانه »المهاجم الوحيد في الكويت الذي يلعب ورأسه مرفوعة« لا يقبل ابداً بان تهان كرامته ومستعد لفعل اي شيء لتبقى رأسه مرفوعة داخل وخارج الملعب.
عانى بورقبة من اصابة مزمنة حرمته من المشاركة مع المنتخب الوطني في الكثير من المناسبات الهامة لعل ابرزها خليجي 13 في مسقط وكأس امم اسيا 1996 في ابوظبي.. كانت الاصابة في العضلة الخلفية للفخذ وبسبب ان هذه العضلة كانت أقصر من تحتمل انطلاقات اي رياضي فما بالنا بلاعب كرة قدم يحاور ويناور ويراوغ ويسابق للحصول على الكرة.. ولولا ان بورقبة كان ينتهج اسلوب السهل الممتنع في ادائه لما لعب كرة القدم لاكثر من عام او عامين!
عضلة قصيرة.. ومشوار قصير ولكنه مليئ بالاثارة والانجازات للاعب خلوق تبرع بايراد الحضور الجماهيري لمباراة اعتزاله لصالح الاعمال الخيرية لاعب خسرته الملاعب الكويتية مبكراً.. لاعب »يطوّل الرقبة«.. ويرفع الراس.
الوطن
|