كان يومنا الأخير من الرحلة المكوكية التي قمنا بها لدولة الكويت الشقيقة حافلاً، حيث إننا كنا نسعى لخطف أكبر عدد ممكن من المقابلات مع نجوم ومشاهير الكرة هناك. الساعة كانت تشير إلى قرابة الثالثة عصراً حينما كنا نهم بالبحث عن موقف في محيط مجمع (المارينا) الذي كان مكتضاً بآلاف السيارات.
هدفنا من تلك المغامرة كان الوصول إلى لإحدى الشرفات المطلة على البحر والتي كان نجم الكرة البحرينية ونادي العربي الكويتي إسماعيل عبداللطيف يخطف الأضواء فيها، ومع اقترابنا لتلك الطاولة المستديرة لم نستغرب احتشاد المعجبين حول (اللطيف) أملا بالتقاط صورة أو خطف توقيع.
بالترحيب استقبلنا بعدما اقتنص دقائق من وقته الثمين ليكون في ضيافة (الوطن الرياضي). ذلك الحديث الذي اتسم بالشفافية والصراحة، عبر من خلاله إسماعيل عن سعادته العارمة بالتجربة الاحترافية الأولى وكشف رغبته في المضي قدماً في عالم المحترفين.
ثقة مدرب المنتخب التشيكي ميلان ماتشالا كانت محوراً أساسياً في حديث (اللطيف) مع الوطن حيث عبر عن اعتزازه بالثقة وسعيه لتعزيزها والحفاظ على مكانته بين فرسان الأحمر. الرحلة الاحترافية لم تضعف حب إسماعيل عبداللطيف تجاه بيته الأول الحالة، معتبراً أن التراجع الذي يعيشه البرتقالي خلال الموسم الجاري يعتبر كبوة جواد.
محاور أخرى تطرقنا لها خلال حديث (المارينا) حتى غادرنا إسماعيل على عجالة متجهاً لمران فريقه.
(الوطن الرياضي): في البداية ما هو تقييمك لأول تجربة احترافية في مشوارك الرياضي، وهل قمت بدراسة هذه الخطوة قبل الإقدام عليها؟
إسماعيل عبداللطيف: في الحقيقة تمكنت من الاستفادة بشكل كبير من تجربتي الاحترافية الأولى مع نادي العربي الكويتي، خصوصاً في الناحية الفنية والتي ستنعكس بشكل مباشر على المنتخب الوطني. ومن المعروف أن العربي من الأندية التي تتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة في الكويت، وبما أني ما زلت في بداية المشوار فإن الاحتراف في مثل هذا النادي الذي له أسمه وبطولاته ساهم كثيراً في رفع معنوياتي وطموحاتي في الوصول إلى ما أصبو إليه في المستقبل.
؟ (الوطن الرياضي): بما أن الموسم قارب على الانتهاء، هل ستقوم بتجديد عقدك مع نادي العربي للموسم القادم؟
إسماعيل عبداللطيف: ما زال هناك متسع من الوقت للتفكير في مسألة التجديد مع العربي الكويتي للموسم القادم، وفي الحقيقة لم تقم إدارة النادي بمخاطبتي بهذا الخصوص حتى الآن، وإذا ما جدد النادي ثقته بي وطلبني للموسم القادم سأقوم بدراسة الموضوع وسأقرر بعد ذلك.
؟ (الوطن الرياضي): تمكنت من تسجيل ما مجموعه 13 هدفاً مع الفريق الأمر الذي ساهم في رفع اسمك، فما هي وجهتك القادمة وهل تلقيت عروضاً احترافية من نوادٍ أخر؟
إسماعيل عبداللطيف: نعم، تلقيت عروضاً كثيرة من أندية كويتية وأخرى من الدوري القطري، ولكنها ما زالت غير رسمية عن طريق الايصال هاتفيًا بي ، وسأقوم بدراسة تلك العروض حين تصبح رسمية ومن الطبيعي أنني سأختار العرض الأفضل من جميع النواحي وسأقوم بتحديد وجهتي القادمة بناء على ذلك.
؟ (الوطن الرياضي): وردتنا أنباء بتلقيك عرض من نادي الرفاع الغربي فما حقيقة الأمر؟
إسماعيل عبداللطيف: في الحقيقة لم أتلقَ أي عروض رسمية حتى الآن ولكني تلقيت اتصالاً هاتفياً من أحد الإداريين في نادي الرفاع الغربي، الذي سألني عن طبيعة تقادي مع العربي الكويتي وفترة العقد إلى جانب فترة سريانه. ولم يتطرق الإداري إلى شيء غير ذلك، لكن في حال تلقيت عرضاً رسمياً من الرفاع فسأقوم بدراسته بشكل جدي وبطبيعة الحالة سأختار العرض الأفضل.
؟ (الوطن الرياضي): من المعروف أن حياتك الدراسية لا زالت مستمرة فكيف توفق بين اللعب في النادي والدراسة؟
إسماعيل عبداللطيف: نعم لا زلت أكمل مشواري الدراسي وحصولي على شهادة في الحقوق من أبرز أهدافي المستقبلية، وعندما انتقلت إلى الكويت التحقت بجامعة هناك ولكنني انسحبت منها مؤقتاً بسبب الضغط في مشاركات النادي والمنتخب، لكنني سأكمل المشوار في القريب العاجل ولازلت في مقتبل العمر، حيث ما زال الوقت يكفي لتحقيق الأهداف الدراسية والرياضية.
؟ (الوطن الرياضي): بعد أن كنت أحد العناصر الأساسية في نادي الحالة ما الفرق بين الدوري البحريني والدوري الكويتي و كيف هي حياتك في الكويت ؟
إسماعيل عبداللطيف: من خلال تجربتي المتواضعة في الدوري الكويتي، وبعد الفترة التي قضيتها مع الحالة في البحرين أرى أن الكويت تتفوق في الإمكانيات على البحرين علاوة على المنشآت. فالدوري الكويتي يلعب بنظام الذهاب والإياب بشكل صحيح فلكل فريق ملعبه الخاص. ومن الواضح أن الأندية الكويتية تستقطب محترفين أفضل من الأندية البحرينية الأمر الذي يزيد المستوى الفني للدوري الكويتي أكبر من البحريني. وعن الحياة في الكويت، في الحقيقة لم يراودني إحساس بالغربة فالبحرين والكويت شعب واحد ووجود زملائي في المنتخب علاء حبيل وعبدالله المرزوقي وغيرهم من اللاعبين يشعرني بأني بين أهلي.
؟ (الوطن الرياضي): برأيك من هو المدرب الذي تتمنى أن تكون تحت لوائه في الدوري الكويتي، ومن الأفضل الآن على الساحة؟
إسماعيل عبداللطيف: من وجهة نظري الشخصية أن مدرب نادي الكويت الكرواتي رادان هو الأفضل من بين المدربين في الكويت، خصوصاً وأن الاتحاد الكويتي قرر الاستعانة به من بين الجميع لقيادة المنتخب الأمر الذي يجعله في القمة.
وبطبيعة الحال فأتمنى أن أكون تحت لوائه لما شاهدت وسمعت عنه من سمعة طيبة في المجال التدريبي.
؟ (الوطن الرياضي): من خلال تجربتك في الدوري الكويتي، من هو اللاعب الذي بهرت بأدائه هناك، ومع من تتمنى اللعب في المستقبل؟
إسماعيل عبداللطيف: بدون تردد اللاعب السوري فراس الخطيب لما يتمتع به من إمكانيات مميزة، حيث اعتبره من أفضل اللاعبين الذين قابلتهم في حياتي. وفراس الخطيب لاعب غير عادي، وهذا ما أستطيع أن أصفه به. وأتمنى أن ألعب في نادٍ واحد مع اللاعب طلال يوسف وعبدالله المرزوقي، حيث أحترمهم بشدة وآمل أن تتحقق هذه الأمنية في المستقبل.
؟ (الوطن الرياضي): بعد أن كان الحالة طرفاً في نهائي كأس جلالة الملك في الموسم الماضي إلى جانب تحقيقه المركز السادس في الدوري، برأيك ما هو سبب تدني مستوى الفريق في هذا الموسم؟
إسماعيل عبداللطيف: من الواضح أن خروج العديد من اللاعبين من الفريق أثر بشكل مباشر على الأداء العام، ولكن بغض النظر عن خروج إسماعيل عبداللطيف أو راشد الشروقي فإنني على اتصال مع رئيس جهاز كرة القدم بالنادي ناجح عبيد دائماً، ومن خلال متابعتي للفريق فإن قرار دوري الدمج من أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض المستوى في الدوري حيث إن المدرب استغل هذه الفترة للإعداد للموسم القادم وإتاحة الفرص إلى العناصر الشابة لإبراز مواهبهم، خصوصًا وأنه ليس هناك مسألة هبوط أو صعود.
؟ (الوطن الرياضي): في كأس الأمم الآسيوية 2007 كانت تجربتك الأولى مع المنتخب الأول، فكيف تقيم تلك التجربة؟
إسماعيل عبداللطيف: طبعاً مباراة منتخبنا وكوريا الجنوبية كانت الاختبار الحقيقي الأول لي مع المنتخب الوطني، خصوصاً وأنها كانت مباراة مهمة جداً، والحمد لله أنني تمكنت من تسجيل هدف الفوز في تلك المباراة الأمر الذي ساهم كثيراً في رفع معنوياتي مع المنتخب. ولا أخفي أنني شعرت بالخوف في بداية اللقاء خصوصًا وأنني ألعب خارج أرضي وفي أحد مباريات العرس الآسيوي الذي يعتبر الاستحقاق الكروي الأبرز في القارة، الأمر الذي يجعل الأضواء مسلطة عليه.
؟ (الوطن الرياضي): هل يشكل لك العدد المتكاثر للمهاجمين في صفوف الأحمر هاجساً في سبيل احتلالك مكاناً أساسياً في الاستحقاقات القادمة؟
إسماعيل عبداللطيف: لم أفكر في ذلك بتاتاً، حيث إن الهدف الأساسي هو المنتخب ولا فرق بيني أو بين علاء حبيل أو أي مهاجم آخر، فاللاعب الأصلح والذي سيفيد المنتخب هو الذي يجب أن يأخذ مكاناً أساسياً.
؟ (الوطن الرياضي): أنت كنت ضمن عشرة لاعبين من المنتخب الأولمبي ضمهم التشيكي ماتشالا إلى المنتخب الأول، فماذا يشكل لك ذلك، وما هو تقيمك للثقة التي منحكم إياها؟
إسماعيل عبداللطيف: متشالا مدرب كبير ومعروف وهو من أفضل المدربين في الناحية النفسية، وله دراية كاملة باللاعب الخليجي، والثقة التي منحني أياها وسام أعتز به، ومن الواضح أن ماتشالا لا يفرق بين لاعب صغير أو كبير بل إن نجاح المنتخب ونجاحه يحتاج للاعبين ينفذون خططه داخل الملعب بغض النظر عن كونهم صغاراً أو كباراً، وهذا الأمر بحد ذاته يبث الراحة في نفسيتنا. وماتشالا لاعب واثق من إمكانياته.
؟ (الوطن الرياضي): بعد تحقيق الفوز على عمان واليابان ما هي حظوظ المنتخب في التأهل إلى المرحلة القادمة من تصفيات مونديال جنوب أفريقيا ,2010 وكيف هي نظرتك إلى لقاء تايلاند؟
إسماعيل عبداللطيف: لا زال الوقت مبكراً للحديث عن حظوظ المنتخب في الوصول إلى النهائيات، فالمشوار لازال في بدياته. وفي الوقت الحالي الهدف الأول هو التأهل إلى المرحلة القادمة، والأهم أن لا نخسر أمام تايلند في المباراة القادمة هناك ونفوز في المباراة التي سنخوضها أمامهم هنا، فهذا الأمر سيضع قدمنا الأولى في الدور الرابع والحاسم.
؟ (الوطن الرياضي): كلمة أخيرة؟
إسماعيل عبداللطيف: أتقدم بالشكر للـ''الوطن الرياضي'' على متابعته المستمرة للاعبين في الخارج، وخصوصاً على المجهود الكبير الذي بذلوه للوصول إلى اللاعبين المحترفين خارج البحرين. وأعد الجماهير البحرينية بالتأهل إلى المرحلة القادمة من التصفيات المونديالية.
وأقدم خالص شكري وامتناني إلى رئيس جهاز كرة القدم بنادي الحالة ناجح عبيد وللإدارة على اهتمامهم الدائم لي وأنا خارج المملكة.
الوطن البحرينيه
|