فات على نقاد الفن تخصيص دراسة نقدية تهتم بجانب مهم من مسيرة عملاق الفن عبدالحسين عبدالرضا حيث يبدع الكوميدي الرائع في اختيار اسماء لشخصيات اعماله وتظل راسخة في الذهن لانها وفق تركيبة ساحرة وموسيقى باهرة ويكفي ان الجمهور لا يعرف فنانا كبيرا مثل الاماراتي سعيد سالم بل حفظ اسم «عيد بن شاكر»
كما حفظ اسماء مثل «عتيج المسيان»، «حسين بن عاقول»، «عبدالغني شربت»، «نقوشي»، «مرعوب»، «سند»، «شارد بن جمعة»، «مشرف الرقعي»، لكن «منصور بو حظين» ساد طويلا لان الشخصية التي جسدت أزمة المناخ في الثمانينيات نالت تعاطفا شعبيا بسبب الأداء الفكاهي الرهيب للعبقري عبدالحسين... الى جانب الاسم المميز.
حصد المدرب الوطني محمد إبراهيم ألقابا عدة في فترة زمنية قصيرة وقاد القادسية الى انجازات تاريخية لكن صفة «المشنص» لازمته حتى اللحظة، ورغم ان إبراهيم اجتهد في دراساته النظرية والتحق بدورات تدريبية متطورة حاضر فيها خبراء عالميون وصقل تجربته الميدانية بمتابعة الدراسات الفنية الا ان نسبة كبيرة من الجمهور تعتبره محظوظا ولم تلتفت الى ما بذله المدرب عمليا ونظريا.
ويشير زملاء إبراهيم عندما كان لاعبا في الأصفر الى انه يركز كثيرا في خطط المدربين وينتبه لتكتيك كل مدرب ويسعى دائما لفهم التعليمات من المدراء الفنيين ليميز طريقة المدارس المختلفة، ويحضر إبراهيم مباريات لفرق عالمية في أوروبا وعربية في افريقيا يدربها اشهر المدربين ليتعرف على افكار اولئك المدربين و الخطط المضادة ليتسع أفقه التدريبي كما ذكر ذات مرة.
وأشرف إبراهيم على تدريب الازرق خلفا للبرازيلي باولو سيزار كاربجياني واستطاع ان يتفوق على الصين في التصفيات التمهيدية لمونديال 2006 والصعود بالمنتخب الى التصفيات النهائية لكن اتحاد الكرة برئاسة الشيخ أحمد اليوسف آنذاك قرر اقالته عقب «خليجي 17» التي حل فيها الازرق رابعا بعد بداية قوية، وبعدها أعيد إبراهيم الى المنتخب قبل مباراة كوريا الجنوبية في الجولة قبل الأخيرة من التصفيات النهائية لكنه لم يستطع اصلاح ما أفسده الصربي بوب سلوبودان وخسر الأزرق برباعية لم يكن إبراهيم مسؤولا عنها أبدا.
ونال إبراهيم نقدا الموسم الماضي من الجميع لان القادسية تعرض لهزات كبيرة وخسر لقب الدوري للمرة الثانية امام الكويت وظل المدرب المشنص صابرا حتى توج بكأس سمو الأمير ليودع الأصفر منتشيا بلقب ثمين أعاد له كبرياءه وشدد على ان الفوز لم يكن ضربة حظ هذه المرة لانه جاء بعد وقت عصيب.
في الموسم قبل الماضي واجه العربي في المباراة النهائية خصمه اللدود الاصفر وجمعت المباراة مدربين وطنيين عرف عنهما انهما مهاجمان لا يمتلكان المهارة بل حاسة التهديف فقط ولا شيء غير ذلك لان محمد إبراهيم كان يسجل من كرات داخل الست ياردات فيما كان أحمد خلف ينتظر تسديدة من عبدالله البلوسي او أحمد عسكر لتسقط من الحارس او ترتد من العارضة ليكملها في الشباك لكنهما اجتهدا في عالم التدريب وحققا في أوقات قياسية للأصفر والأخضر بطولات عجز عنها «طوال الشوارب» من المدربين الاجانب.
في المواجهة الاولى بينهما، تغلب العربي على القادسية بهدفي محمد جراغ وأحمد مطر ورفع خلف كأس الأمير، وفي الثانية هزم الأخضر السالمية 2-1 ورفع ايضا خلف كاس الامير الموسم الحالي والطريف ان إبراهيم هو من رفع الكأس ذاتها بين المرتين اللتين حقق فيهما خلف الكأس.
أحمد خلف الذي سجل معظم اهداف العربي ابان سيطرة الأخضر على البطولات في بداية الثمانينيات يعشق الاسلوب الهجومي ويمنح اللاعب حرية لاضفاء عنصر المتعة على اللعب، ويختلف مع إبراهيم في درجة الحرص على الانضباط.
ويتمنى خلف من ابنه البكر خالد التركيز أكثر امام المرمى ليمزج صفة التهديف التي اشتهر فيها والده مع المهارة النادرة التي يتمتع فيها خالد فيما يؤكد المدرب الأب دائما ان ابنه الثاني خلف افضل من خالد في راي لا يجد له تفسيرا سوى ان خلف لاعب يلتزم بتعليمات المدربين دائما لذلك يحظى بمحبتهم.
الآن، سيشكر المشنص إبراهيم أحمد خلف لانه أثبت ان الأمر لا يتعلق بالحظ وان المدرب تخدمه عوامل أخرى وتقف ضده ظروف سيئة مثل ايقاف بشار عبدالله او تهور حارس مثل محمد غانم لكن إبراهيم وخلف أثبتا انهما أفضل من يوظف لاعبي القادسية والعربي والأكثر اجتهادا في قراءة الخصوم فضلا عن انهما دائما يحرزان الكاس ثم يعلن مجلس الادراة اقالتهما نظير انجازهما، بيد ان الدور جاء على خلف ليكافح لقب «أحمد بو حظين» مع كل ما يتمتع به المدرب من شعبية عند جماهير الأخضر.
النهار
|