كتب محرر الشؤون الرياضية: ان المرء الذي يعرف حقائق الامور، ولا يجاهر بها هو آثم اكثر ممن ينكرها.. وبالمقابل فان القيادة الحقيقية هي التي تحقق المطالب الجماهيرية بصورة فعالة، ومعظم انديتنا لا تسأل في جماهيرها، وقيادات هذه الاندية في واد بعيد عن مطالب الجماهير..
القيادة او القيادي هو من كانت له موهبة نقل القوة الفاعلة التي تحركه الى الجماعات البشرية التي تعتبر سلاحه، وهنا نعتقد ان لم نكن مخطئين ان اقوى سلاح بشري عند الاندية المحلية كان لدى النادي العربي الرياضي، وهو جمهوره الكبير والعريض الذي افتقدته الرياضة عامة، قبل ان يفتقده النادي، (هذا السلاح) تضاءلت قوته بشكل كبير مما دفع الكثيرين للتساؤل عما حدث لهذا الجمهور الكبير.. ولماذا اختفت هذه القوة النووية في الملاعب ونضب عطاؤها؟!
الحسرة دفعتنا للكتابة
إذا كان بعض المنتمين للعربي، والموالين للفانيلة الخضراء قانعين بوضع النادي فذلك شأنهم، اما نحن كجريدة فلدينا ارشيف ووثائق تؤكد ان هذا النادي الكبير العريق ببطولاته كان قلعة رياضية تخطف شتى انواع البطولات والكؤوس.. وخزائنه امتلأت حتى آخرها من الانجازات، ولم تعد قادرة على استيعاب الاكثر.. نعم، كان العربي قلعة اشتهرت بالخضراء.. لذا فإننا نخط هذه السطور حسرة على ما وصلت اليه حال النادي في السنوات الاخيرة التي تحول فيها من قلعة شامخة لها كيانها المهيب، وقرارها المدوي وقوتها في ميادين المنافسات الى مجرد «كوخ» يحاول ان يصمد ويحافظ على وجوده في ظل التيارات والعواصف الرياضية العاتية التي تحيط به.. «كوخ» صغير من دون وقفة شامخة مدوية.. مغيب في الكثير من المواقف والقضايا عن الساحة الرياضية، ويفتقد قرارا يهز الساحة الرياضية.. العربي الكبير.. الكبير جدا.. تحول الى ناد يحاول ان ينافس
على بطولة من هنا واخرى من هناك.
> تحول النادي العربي الكبير من قلعة الى كوخ صغير في واد رياضي مظلم.. امر مؤلم وغير معهود في مسيرة هذا الصرح الرياضي الذي خرّج من رحمه نجوما في الميادين الرياضية وقادة يشهد لهم التاريخ الرياضي.. السكوت عن حال النادي خطأ كبير لا يضاهيه اي خطأ.. ومهما يكن، فالحقيقة المؤلمة افضل من الخطأ.. فنحن وان كنا نقسو على النادي عامة من دون الاشارة الى الاشخاص الذين نحترمهم ونقدرهم.. فاننا نرجو ان يتقبلوا هذا الذي نكتبه، لانه نصح قاس لهم وللجماهير.. ومن يرفض النصح تتعدز مساعدته.
النادي يحتاج إلى التكاتف
نحن مؤمنون بان وضع العربي لا يمكن السكوت عنه.. كتبنا وانتقدنا وقلنا.. و«زعل من زعل».. واشتكى من اشتكى.. لكننا في النهاية نريد الحق والحقيقة من اجل جماهير النادي العريقة.
العربي بحاجة الى تكاتف جميع ابنائه ورجالاته.. وهذا التكاتف كاد ينجح لولا بعض التوجهات والمواقف رغم الايدي الممدودة لانتشال القلعة الخضراء من وضعه الاداري والفني الذي لم يعد خافيا على احد.. بعد عهود التراجع المخيف على صعيد الهيئة والمكانة والنتائج.. والله نريد العربي كما كان قطباً جماهيريا في كل الالعاب.. عملاقا في كل المواقف.. امبراطوراً في القرار.. جبارا في المواجهات والمطالبة بحقوقه وجماهيره.. وما لم يقف العرباوية صفا واحدا ويكونوا اسرة متعاضدين متحابين متعاونين فلن يخرج النادي من المستنقع الذي ادخل فيه بفعل فاعل من خارج القلعة الخضراء، كان هدفه تفتيت قوة العربي واضعافه، كما فعلت السياسة بالاتحاد السوفيتي.. وفعلا فان تشرذم ابناء ورجالات النادي جعل هذا الصرح يعيش في عزلة داخلية كانت ام خارجية، وحتى عند من يحملون رايته وينتمون اليه من اعضاء الجمعية العمومية.
6 مدربين في ثماني سنوات
نحن والله لم ولن نتجنى، لكننا نذكر فقط أين قطب الكرة الأول (العربي) من المنافسات على مستوى اللعبة؟ لقد انحصرت السيطرة في كرة القدم بين القادسية والكويت، فمنذ موسم 2000 – 2001 احرز الناديان 17 بطولة رسمية في 8 مواسم من أصل 24 بطولة، مقابل 5 للعربي و2 للسالمية، ثم دخل النادي في تخبط غير محمود، وقام بسبب اندفاعه وتعجله في إحراز البطولات «بلا تخطيط ولا دراسة»، بتغيير ستة مدربين في فترات متقلبة منهم البرازيلي فييرا (مرتان) وأحمد خلف (مرتان) (فييرا 2001 – 2003، البرازيلي لازاروني 2003 – 2004، محسن صالح 2004 – 2005، البرازيلي فييرا 2005، الصربي نيناد 2006، أحمد خلف 2006، البرتغالي راشاو 2007 – 2008، وأخيرا أحمد خلف منذ مايو 2008)، ودائما كان محمد كرم مدرب طوارئ من اجل انتشال الاخضر من الغرق قبل ان تتحول المهمة للمدرب القدير أحمد خلف.
6 مدربين في 8 سنوات.. فيما تعاقب على العربي 10 مدربين في 23 سنة منذ 1978 وحتى 2001 وقادوا النادي إلى احراز 19 بطولة رسمية.
تفتيت اللحمة ورموز النادي
للنادي العربي رجالات وقيادات وأسماء وشخصيات كانت لها كلمة في الوسط الرياضي، لكن هؤلاء جميعا تفرقوا وتشتتوا، وبعضهم ترك القلعة الخضراء لأنه حُجم او لكونه لم يجد مجالا للتعاون والمشاركة.. ويهمنا ان نورد ضمن موضوعنا هذا بعض الاسماء نتمنى ان نجد اجابة وردا علينا لو كنا مخطئين: عبدالرحمن الدولة احد اكبر رموز هذا النادي والنجم الاكثر شهرة في تاريخ كرة القدم كان عضوا فاعلا في إدارة النادي.. وفجأة ابتعد وشكل قائمة استمرت أكثر من سنتين تنازل عنها بروح رياضية متناهية لزميل الرئيس الاسبق ابراهيم شهاب.. ثم ان الأخير كان من ضمن المجموعة التي تدير النادي، وفجأة ذهب إلى قائمة منافسة، وهناك النجم الكبير سمير سعيد وزميله عبدالرضا عباس والمخضرم الكبير جاسم السبتي وحسين غانم.. كما ابتعد صبيح ابل وحسين معرفي ومؤيد شهاب، ثم أين مرزوق سعيد وجاسم عاشور، وغيرهم ممن لا تسعفنا الذاكرة لطرح اسمائهم؟
القيادة تجمع ولا تفرق!
القيادة الحكيمة هي التي تجمع وتحقق المطالب الجماهيرية بصورة فعالة، والقيادة هي التي تتمتع بموهبة نقل القوة الفاعلة التي تحركها الى الجماعات البشرية التي تعتبر سلاحه، فهل يحدث كل ذلك في القلعة الخضراء التي كانت قوة رياضية تهز أي جبل رياضي؟ نتمنى ألا يقال عن هذا الصرح الرياضي الكبير ان من اساء لنفسه ليس بذي مأمول.. نحن وان كتبنا وانتقدنا، فإننا والله سنكون في قمة سعادتنا بعودة العربي الى مكانته الطبيعية، فالعربي القوي.. قوة للمنافسات وللرياضة، والعربي الضعيف.. ضعيف لنا جميعا.. ومهما قيل وسيقال.. ومهما كانت ردة الفعل على ما كتبنا في النهاية، نؤكد: ليست الحقيقة بما يقال.. بل بما يفعل!!
جريدة القبس
|